‏للعدو.. والصديق أيضا!

‏للعدو.. والصديق أيضا!

عبدالمحسن سلامة

نجح المصريون (كالعادة) فى الاختبار، وكالعادة ظهر معدنهم الأصيل، وتكاتفهم، وترابطهم حتى خرج المشهد أروع ما يكون.

هكذا فعل المصريون طوال الأيام الثلاثة الماضية، حينما خرجوا فى مشاهد مهيبة بشكل أصاب العدو بضربة فى القلب، وطمأن الصديق أيضا إلى استقرار مصر، ووحدتها، وقوتها.

كان التحدى ضخما، وكانت المؤامرة الكبرى تنتظر عزوف المصريين عن المشاركة للتشكيك من الأعداء، والمتربصين بمصر، والأمة العربية، والذين يعيثون فسادا فى غزة بشكل مباشر، أو غير مباشر، والمقصود، طبعا، العدو الإسرائيلى، ومن خلفه السفاح الأمريكى حامى حمى إسرائيل، والذيول الأوروبية الكريهة.

خروج المصريين بهذه الكثافة غير المسبوقة يؤكد وعيهم بخطورة الموقف، وارتفاعهم إلى مستوى المسئولية، وأعتقد أن نسبة المشاركة فى هذه الانتخابات سوف تتعدى كل نسب المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الأربع (بلا استثناء)، بما فيها انتخابات ٢٠١٢، و ٢٠١٤، حيث أظهرت المؤشرات أن نسب المشاركة فى اليوم الأول بلغت نحو ٤٥٪، وبحسبة بسيطة فإنه بإضافة اليومين التاليين سوف تتجاوز النسبة 6٠٪ وربما أكثر، وهذا يعنى تجاوز نسب المشاركة فى انتخابات ٢٠١٢ التى كانت هى الأعلى فى المشاركة، تليها الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤، حيث كانت نسب المشاركة فيهما فى حدود ٤٨٪.

المصريون الذى هزموا الصليبيين عام ١١٨٧ ميلادية، وأبادوا التتار عام ١٢٦٠ ميلادية، وسحقوا إسرائيل فى عام ١٩٧٣- انتفضوا فى الانتخابات الرئاسية ليؤكدوا للعالم كله وعيهم بخطورة الموقف، وأن أمن مصر القومى خط أحمر، وأن الأمن القومى العربى جزء أصيل من الأمن القومى المصرى، وأنهم مستعدون لكل الاحتمالات، وكل الاختيارات.

اصطف المصريون خلف الأهداف الكبرى، ووقفوا على قلب رجل واحد فى مشهد حضارى، وديمقراطى رائع.

كل المرشحين لهم كل التقدير، والاحترام، ولم يشك أحد منهم من مشكلات، أو صعوبات كبيرة، باستثناء بعض الأشياء التى يمكن أن تحدث فى كل، وأى انتخابات فى كل بلاد الدنيا.

رسالة المصريين كانت مهمة أيضا للأصدقاء لكى يطمئنوا على مصر، وأنها واحة الأمن والأمان فى منطقة متفجرة، وأنها كانت (وستظل) الأب، والأم، والشقيق الأكبر لكل العرب، من المحيط إلى الخليج، فعلا وقولا، فهى تستضيف أكثر من ٩ ملايين عربى من جنسيات مختلفة (اليمن، والسودان، وليبيا، وسوريا، والعراق، وفلسطين، وغيرهم) ولا تئن، ولا تجزع، وفى كل الأحوال لن تتخلى عن الشعب الفلسطينى البطل، وقضيته العادلة حتى النصر، وإقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية - إن شاء الله.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات