‏قصواء.. و«الفيس»!

‏قصواء.. و«الفيس»!

عبدالمحسن سلامة

تعرضت الزميلة قصواء الخلالى لموقف أقل ما يوصف بأنه سخيف، وغير مهنى من إدارة موقع «فيسبوك»؛ حينما كانت تعرض حلقة من برنامجها «فى المساء مع قصواء» مساء الأحد الماضى، والذى يتم بثه على قناة « cbc» التى تعتبر من أكبر، وأقدم القنوات الخاصة المصرية، والعربية.

فى أثناء بث الحلقة قامت شركة «ميتا»، المالكة لموقع «فيسبوك»، بحذف كلى للبث الإلكترونى المباشر للحلقة، وتواصلت إدارة البرنامج مع شركة «ميتا» لمعرفة أسباب تعديها الصارخ على الحق الصحفى، والإعلامى، والإنسانى، فجاءت الإجابة صادمة، حيث تم تهديد إدارة البرنامج بمنع العرض، واتخاذ المزيد من الإجراءات ضد البرنامج، لأنه ينتهك المعايير الخاصة بإدارة «فيسبوك» المعروفة بانحيازها الفج لمصلحة العدو الإسرائيلى، والالتزام بعدم نشر ما يخالف الرؤية الصهيونية لأحداث ٧ أكتوبر.

فى البرنامج، أيضا، كانت الزميلة قصواء الخلالى، وهى المهنية المحترفة، والمشهود لها بالكفاءة، والاحترافية، تستضيف سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وسألته عن حق الفلسطينيين المدنيين فى الحياة الآمنة من دون إبادة، فما كان منه إلا أن انسحب من الحوار، وأغلق الهاتف على الهواء مباشرة، ليتم بعدها حذف البث المباشر للحلقة.

موقف فاضح، وكاشف للهيمنة الصهيونية، والدعم الأمريكى الأعمى لكل ما يتعلق بإسرائيل، وممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين، وهو ما يجب أن يتيقن منه العرب، من المحيط للخليج، وكفى انبهارا بأمريكا، وإسرائيل، والغرب، لأن ذلك يعنى تنفيذ مخططهم الشرير ليس بإبادة الفلسطينيين فقط، وإنما إبادة العرب جميعا من المحيط إلى الخليج، حتى وإن كان بشكل تدريجى، وممنهج طبقا لتصورات إسرائيل الكبرى فى إطار المفهوم الأشمل (الشرق الأوسط الكبير) الذى تكون فيه السيادة لدولة إسرائيل، والإذلال، والإهانة لكل ما هو عربى من أجل السيطرة على المنطقة، ومقدراتها، وخيراتها، وثرواتها.

ما حدث مع الزميلة قصواء الخلالى يحدث مع الكثيرين ممن يحاولون توضيح الحقائق، والحديث بموضوعية ضد المجازر الإسرائيلية، وجرائم الإبادة التى يرتكبها النازيون الجدد فى إسرائيل، فهل يستوعب العرب الدرس أم أن ٧٥ عاما لا تكفى؟!

التعليقات