المحرك الرئيسى لأزمة المناخ

المحرك الرئيسى لأزمة المناخ

د. أحمد شاهين

دعوة الهيئة في غاية الإلحاح: إن لم تتحرك الحكومات حالا، سيكون من المستحيل إبقاء ارتفاع درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية ومنع الانهيار المناخي عالميا. على صانعي السياسة البدء فورا بالتخلص من الوقود الأحفوري وإنهاء أي توسع جديد للنفط، والغاز، والفحم. الوقود الأحفوري هو المحرك الرئيسي لأزمة المناخ ويمكن ربط إنتاجه واستخدامه بأضرار تلحق بحقوق الإنسان، وهو يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات المهمشة.

خبراء أمميون.. انتقادات لدور "أرامكو" السعودية في التغير المناخي عبر خبراء أمميون عن قلقهم بشأن توسع شركة النفط السعودية "أرامكو" في إنتاج الوقود الأحفوري ومواصلة أعمال التنقيب على نحو يهدد حق الإنسان في بيئة سلمية. وكانت الشركة أكدت عزمها تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.

تتيح المحادثات في الدورة الـ 28 من "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" (كوب28) في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الفرصة للحكومات لإظهار جديتها عبر الدعوة في ختام كوب 28 إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بشكل عادل ويحترم للحقوق. الإشارة الصريحة كهذه ستكون الأولى من نوعها خلال مفاوضات مناخية دولية. لا يتضمن "اتفاق باريس للمناخ" أي ذكر لـ "الوقود الأحفوري"، أو "النفط"، أو "الفحم"، والدورات السابقة من مؤتمر كوب لم تتوصل إلا إلى اتفاق على التخلص التدريجي المحدود من الفحم. السنة الماضية، في كوب27 في مصر، حث أكثر من 80 بلدا على الاعتراف في استنتاجات القمة بالحاجة إلى التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري. أو توفيق أوضاع رُفض هذا الأمر في النهاية، لكن دعوة الهيئة بإمكانها المساعدة على تبنيه هذا العام.

لحماية حقوق أولئك المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الأضرار المناخية، على الحكومات الاستجابة للدعوات التي يتضمنها هذا التقرير الهام. لم يعد لدينا الوقت لنضيعه.

من المغرب إلى ليبيا مرورًا باليونان، تضرب كوارث الطبيعة بكل قوتها لتسجل خسائر بشرية ومادية ولتدق ناقوس الخطر حول طبيعة التغيرات المناخية والبيئية في العالم في الآونة الأخيرة.

ففي المغرب أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب غربي مراكش إلى أكثر من ألفين وستمئة حالة وفاة، أما في ليبيا جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي بمقتل أكثر من ألفين وخمسين شخصا على الأقل جراء الفيضانات الناتجة عن عاصفة دانيال التي ضربت شرقي البلاد، وفي اليونان أعلنت السلطات ارتفاع عدد الوفيات جراء الفيضانات الأخيرة في وسط البلاد إلى خمسة عشر شخصًا.

فما تفسير غضب الطبيعة الذي بات يزداد مؤخرًا؟ وكيف يمكن تقييم استجابة السلطات في التعامل مع هذه الكوارث؟

ولا يوجد تعريف متفق عليه لـ"الانهيار المناخي" ولكن الأمم المتحد تشير إلى أن آثاره المدمرة تتضمن:

ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التدهور البيئي.

ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القطب الشمالي وموت الشعاب المرجانية.

الظواهر الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية واحتراق الغابات.

انعدام الأمن الغذائي والمائي.

الاضطراب الاقتصادي والصراعات والإرهاب.

الوقود الأحفورى يطلق مليارات الأطنان من ثانى أكسيد الكربون وهو السبب فى إرتفاع درجات الحرارة وإرتفاع مستوى سطح البحر الذى يسبب غمر المدن بالمياة الذى يؤدى إلى نزوح ملايين البشر سنه 2050 سيكون هناك  نزوح أمثر من 200 مليون من البشر من وطن لأخر وما يتبعه من تغير فى المأكل الغير مناسب وكذلك المشرب الغير مناسب هروبا من الجحيم كم جياة مستقرة إلى حياة مشردة ويصاحبها من أوبئة وتعزو المنظمة تفاقم هذه الأزمة إلى "مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون التي تطلب في الغلاف الجوي كل عام نتيجة لاستخدام الفحم والنفط والغاز".

وتحذر بيانات سابقة للأمم المتحدة من أن 40 في المئة من سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، خاصة من يعيشون على بعد 100 كلم من الساحل، إذ قد تجد بعض المدن نفسها قد غمرت بالمياه مما سيؤدي إلى نزوح ملايين البشر.

تلوث الهواء عالم المناخ في "لندن كوليدج"، بيل ماكغواير، قال في كتاب نشره في 2022 إنه "بعد سنوات من تجاهل تحذيرات العالم، لقد فات الآوان لتجنب الآثار الكارثية لتغير المناخ".

وأضاف أن "الطقس سيبدأ تجاوز الظواهر المتطرفة.. رغم الأهداف الرسمية لخفض انبعاثات الكربون" بحسب تقرير نشره موقع بزنس إنسايدر.

ولم يسلم من هذه الظواهر العنيفة نصف الكرة الجنوبي، حيث تحطم الكثير من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في منتصف الشتاء الجنوبي.

الحلقة القادمة: التكيف مع الانهيار المناخي

التعليقات