فى وقت تقوم فيه أمريكا وحلفاؤها من دول الغرب ولا تقعد فى حالة حبس صحفىٍ واحد فى الدول التى تخالفها فى النظام السياسى- تصمت أمريكا ودول الغرب حينما يقوم النازيون الجدد فى إسرائيل بقتْل الصحفيين، وحصارهم، ومطاردتهم، واغتيال أفراد عائلاتهم من دون أى ذنب، كما حدث مع الزميل وائل الدحدوح الذى تم استهداف ٤ من أفراد أسرته (زوجته، وابنته، وابنه، وحفيدته).
أسرة وائل الدحدوح التزمت بالتعليمات، وغادرت الأماكن التى حذر منها النازيون الجدد فى إسرائيل، وذهبت إلى جنوب غزة لكن تم إعدامها بالقنابل، والصواريخ فى إطار أكبر جريمة دولية يشهدها التاريخ الإنسانى المعاصر.
لم تكن جريمة اغتيال أسرة وائل الدحدوح الوحيدة فى هذا الإطار، حيث تم اغتيال العشرات من الصحفيين الذين كانت من بينهم الزميلة شيرين أبوعاقلة.. وغيرها وسط صمت مريب يؤكد ازدواجية المعايير لدى أمريكا وحلفائها.
أين الرئيس الأمريكى بايدن، وما يدعيه من حرص على الحرية، والكرامة الإنسانية؟.. وأين المؤسسات الأمريكية التى تصدعنا ليل نهار بتقارير مزيفة، وكاذبة عن حقوق الإنسان، والحريات؟.. هل هناك فرق بين إنسان وآخر؟.. وهل الحرية تمييزية لجنس معين، أو دين معين، أو شعوب بعينها، أما الآخرون فليس لهم الحق فى ذلك؟!
ربما تكون ميزة هذه الحرب «القذرة» التى يشنها النازيون الجدد فى إسرائيل أنها أسقطت ورقة التوت عن إسرائيل وديمقراطيتها الزائفة، والأهم أنها أكدت لكل شعوب العالم زيف ادعاءات الحرية الغربية، وأنها حريات تسير بـ«الريموت كنترول»، وتميز بين إنسان وآخر، ودين وآخر، وجنس وآخر.
الآن يتعرض الصحفيون لما هو أبشع، حيث تم قطع الاتصالات عن الشعب الفلسطينى فى غزة، ومن بينهم الصحفيون، لتمارس آلة القتل الإسرائيلية أبشع الجرائم من دون القدرة على فضح تلك الممارسات البشعة.
بعد قطع الكهرباء، والمياه، والغذاء قطعت دولة إسرائيل الإرهابية الاتصالات عن الفلسطينيين، والصحفيين حتى يكتمل الحصار، وسط صمت أمريكا ودول الغرب عن تلك الجرائم البشعة التى تفوقت على كل جرائم الحروب السابقة والإبادة الجماعية فى التاريخ الإنسانى.
التعليقات