خطة المعارضة التركية حيال اللاجئين السوريين هي نفسها التي تنفذها حكومة أردوغان

نقلت مصادر إعلامية مواليه لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان  عن أحد الخبراء قوله إن خريطة الطريق الأخيرة بشأن عودة السوريين المُعلنة من قبل زعيم حزب الشعب الجمهوري والمرشح الرئاسي كمال كيلتشدار أوغلو موازية لما تسعى إليه الحكومة الحاكمة ، مشيرًا إلى أن المعارضة لا تقترح بصدق سياسة جديدة لـ اللاجئين.  وأضاف أنهم يخططون (المعارضة) للتعاون مع النظام السوري والمؤسسات الدولية لإعادة إعمار سوريا ، باستخدام التمويل الدولي ، ودعم إنشاء آليات مراقبة وإشراف أساسية لحماية حقوق اللاجئين العائدين وهذا هو بالضبط ما تسعى إدارة أردوغان جاهدة لتحقيقه .  وقال ميرت حسين أكجون  ، الباحث في مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) أحد اذرع القصر الرئاسي الناعمة ، لصحيفة ديلي صباح في مقابلة حصرية بثت اليوم الأحد  لطالما : سعت الحكومة التركية إلى الحصول على دعم الدول الغربية لإنشاء منطقة عازلة أو آمنة في سوريا ، لكن طلباتهم قوبلت بالرفض ، وبناءً على ذلك ، بادرت تركيا بإنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا خالية من الإرهاب والحرب الأهلية ، بدءًا من العام الخامس للصراع الداخلي.   وأوضح أكجون أن أماكن المعيشة التي أقيمت في هذه المناطق أوقفت تدفق اللاجئين إلى الاناضول ، وتمكن أكثر من 550 ألف لاجئ من العودة إلى وطنهم  وحثت أنقرة باستمرار الاتحاد الأوروبي على دعم جهود إعادة الإعمار للعائدين، لكن مع الأسف ، كما هو الحال مع مقترحات المنطقة الآمنة ، لم تتلق المساعدة الكافية بعد.   وردا علي تصريحات كيلتشدار أوغلو  الخميس إنه سيفتح الأبواب للسوريين في تركيا للعبور إلى أوروبا إذا رفضت الكتلة تمويل اللاجئينة و إنه سيعقد اتفاقًا مع "الحكومة الشرعية" في سوريا بهذا الشأن ، حذر أكجون من أن التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري وحده لن يضفي الشرعية على العودة. " من المهم أن نتذكر أن السبب الرئيسي وراء مغادرة السوريين لبلادهم هو الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان الأساسية ، بما في ذلك الحق في الحياة ، من قبل نظام الأسد". وكرر أن عودة السوريين دون انتهاك حظر الإعادة القسرية لن تكون ممكنة ، إلا إذا تحسنت الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا بشكل كبيرو لسوء الحظ  لم يتحقق ذلك حتى الآن. 

uploads/files/mebusiness.ae_1683468617_1.jpegالباحث ميرت حسين أكجون

اجتماع لوزراء خارجية أنقرة ودمشق وموسكو وطهران الاربعاء 

وسبق واتخذ حزب العدالة والتنمية الحاكم بعض الخطوات مع نظام الأسد لمناقشة مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين السوريين  وفي هذا الصدد ، يتوقع عقد اجتماع بين وزراء خارجية أنقرة ودمشق وموسكو وطهران في 10 مايو الجاري . لبحث هذا الامر.  وزعمت صباح أنه حتى عشية الانتخابات الحاسمة ، اتبعت إدارة أردوغان سياسة إنسانية واقعية بشأن اللاجئين ، متجنبةً الشعبوية وفي ضوء تصاعد الخطاب المناهض للاجئين والتأثير المتزايد لليمين المتطرف على السياسة السائدة في أوروبا الغربية ، فإن موقف أردوغان يستحق الثناء فيما يتعلق بحقوق الإنسان إذ يعارض  توديعًا سريعًا للاجئين ، على الرغم من اعترافه بعودة اللاجئين إلى بلادهم بمجرد أن تصبح سوريا آمنة ومأمونة  ومع ذلك ، كرر هو ومعه المسؤولون الحكوميون أنها ستكون عودة كريمة ولن يُجبر أحد على العودة إلى جارة تركيا التي مزقتها الحرب.   وفي حديثه عن موقف نظام الأسد ، قال أكجون إن نظام الأسد يرى أنه يتمتع بميزة في الحرب الأهلية السورية بسبب ديناميكيات القوة المتغيرة ويهدف إلى ترسيخ قوته ويفضل في البداية تأمين بروتوكول عودة لا يفرض أي قيود عملية على سيادته  ومع ذلك ، فمن الواضح أن البروتوكول بدون آليات رقابة وإشراف فعالة لن يلغي حظر الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي ".

التعليقات