برزاني يهدد: إذا لم تقبل بغداد بالاستفتاء على كردستان سنرسم حدود دولتنا المستقبلية

حذر رئيس إقليم كردستان العراق من أن "الإقليم سيرسم حدود دولته المستقبلية، إذا لم تقبل بغداد بالاستفتاء المقرر على استقلال الإقليم في وقت لاحق من الشهر الجاري".. هكذا حذر مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان الحكومة العراقية .

وقال  برزاني لـ"بي بي سي" إنه يرغب في التوصل لاتفاق مع حكومة بغداد، إذا ما اختار الأكراد التصويت بالانفصال عن العراق.

ورفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء المقرر، باعتباره غير دستوري.

وحذر برزاني أيضا من أن الأكراد سيحاربون أي مجموعة، تحاول تغيير "الواقع" في كركوك بالقوة.

وتسيطر قوات البشمركة الكردية على مدينة كركوك الغنية بالنفط، والتي يقطنها عدد كبير من العرب والتركمان، كما سيطرت على مناطق أخرى، وذلك خلال السنوات الثلاث الماضية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت ميلشيات شيعية إنها لن تسمح بأن تكون كركوك جزءاً من دولة كردية مستقلة.

ويعد الأكراد رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم دولة قومية مستقلة من قبل.

وقبل نحو ثلاثة أشهر، اتفق مسئولون أكراد رفيعو المستوى وأحزاب سياسية في الحكومة الكردية الإقليمية على عقد استفتاء غير ملزم على الاستقلال.

ومن المقرر إجراء التصويت في الخامس والعشرين من سبتمبر، في المحافظات الثلاثة التي تشكل الإقليم وهي دهوك وأربيل والسليمانية، وكذلك في "مناطق كردستان الواقعة خارج إدارة الإقليم"، بما في ذلك كركوك، مخمور، خانقين، وسنجار.

وقال مسئولون أكراد إن تصويتا متوقعا بـ"نعم" لن يؤدي إلى إعلان تلقائي بالاستقلال، لكنه بدلا من ذلك سيعزز من موقف الأكراد، في مفاوضات طويلة على الانفصال مع الحكومة المركزية في بغداد.

وقال برزاني لبي بي سي: "هذه هي الخطوة الأولى، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يقرر فيها شعب كردستان مستقبلهم بحرية".

وأضاف: "بعد ذلك سنبدأ في محادثات مع بغداد، للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود والمياه والنفط"، وذلك قبل إصدار تحذير واضح إلى الحكومة المركزية، حيث قال: "سنتخذ تلك الخطوات، لكن إذا لم يقبلوا بها، سيكون لنا شأن آخر".

ورفض رئيس الإقليم تحذيرات أمريكية وبريطانية، من أن السعي إلى الاستقلال يمثل خطرا كبيرا، حيث لا يزال العراق يخوض حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف: "متى تمتعنا بأمن واستقرار في هذه المنطقة كي نخشى من فقدانه؟ ومتى كان العراق موحدا كي نخشى من تفتيت وحدته؟ هؤلاء الذين يزعمون ذلك يبحثون فقط عن مبررات لوقفنا عن مطلبنا".

وبطريقة مماثلة، رفض برزاني الانتقادات لقرار إجراء الاستفتاء في كركوك.

وقال: "نحن لا نقول إن كركوك تنتمي للأكراد فقط.، كركوك يجب أن تكون رمزا للتعايش بين كل الأعراق، إذا ما صوت شعب كركوك بـ لا في هذا الاستفتاء، سنحترم إرادتهم، لكننا لا نقبل أن يمنعا أي أحد من إجراء الاستفتاء في كركوك".

وحذر برزاني أيضا من أنه "إذا سعت أي جماعة إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة، عليهم أن يتوقعوا أن كل كردي سيكون جاهزا للقتال للحيلولة دون ذلك".

التعليقات