محمد بن راشد يعلن عن مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان

بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشيّد مؤسسة الجليلة، المعنية بالارتقاء بحياة الأفراد والمجتمعات من خلال الابتكار الطبي، والمنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية "مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان" في دبي؛ كأول مستشفى من نوعه يستقبل مرضى السرطان في دولة الإمارات من غير القادرين على تحمل كلفة العلاج مجاناً.

وسوف يكون المستشفى صرحاً طبياً شاملاً رفيع المستوى، مجهزاً بأحدث المعدات والتقنيات العلاجية، كما سيستقطب كادراً طبياً مؤهلاً من أطباء مختصين وطواقم تمريضية مدربة، إلى جانب قيامه بدور بحثي وتدريبي رائد، عبر استكشاف تقنيات علاجية جديدة لأمراض السرطان، والاستثمار في إعداد وتأهيل خبرات وكفاءات طبية وتمريضية بما يلبي احتياجات المستشفى ويعمل على الارتقاء بجهوده.

وغرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه الرسمي على التوتير قائلا: "نعلن اليوم عن إنشاء مستشفى حمدان بن راشد لرعاية مرضى السرطان بدبي.. مستشفى خيري وانساني مفتوح للجميع.. يضم 250 سريراً.. وسيستقبل 30 ألف مراجع سنوياً.. ويقام على مساحة بناء 50 ألف متر مربع.. رحمك الله يا أبا راشد.. وجعل دارك الفردوس الأعلى من الجنة".

وأكد سموه بالقول: "حمدان بن راشد كان مميزاً في خيره وعطائه وإنفاقه ورحمته وتواضعه.. كان اهتمامه بالتعليم والصحة والأيتام مستمراً ولم يتوقف عبر عقود.. ما زال فقده يوجعنا.. وذكراه في كل ركن من دبي"، مضيفاً سموه: "حمدان بن راشد كان يخفي أكثر مما يعلن.. ويُعطي أكثر مما يُسأل.. وسيرسّخ التاريخ اسمه في سجل المحسنين".

وقال سموه: "نثني على جهود الشيخ أحمد بن سعيد.. ووقوفه وراء فكرة بناء المستشفى الجديد.. وحرصه على تكريم فقيد الإنسانية بما يليق بتاريخه".

وتم الكشف عن مشروع تأسيس المستشفى الجديد في فعالية خاصة نظمتها مؤسسة الجليلة بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجليلة، حيث تم اعتماد إطلاق اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، على المستشفى الخيري تكريماً لمسيرة الفقيد الزاخرة بالعطاء من خلال العديد من المبادرات الإنسانية والإغاثية والصحية والتعليمية والاقتصادية التي رعاها في مختلف أنحاء العالم، والتي لامست حياة مئات الآلاف من الناس خاصة في المجتمعات الهشة والأقل حظاً، بما ساهم في تحسين جودة الحياة والارتقاء بمختلف جوانبها ضمن رؤية تبناها المغفور له تقوم على ضرورة التأهيل والتمكين الفردي والمجتمعي.

ويتألف المستشفى الجديد، الذي سيتم بناؤه على مرحلتين، من سبع طوابق، على مساحة 50 ألف متر مربع. ومن المقرر أن يصبح أول مستشفى يُبنى بالكامل بوحدات سابقة التجهيز في دبي، وسيتم تجهيزه بأحدث التقنيات الطبية والعلاجية، بحيث تصل سعته الإجمالية عند اكتماله في إلى 250 سريراً؛ فيما سيقدم المستشفى خدماته العلاجية إلى نحو 30 ألف مريض سنوياً.

وسوف يتم تحويل المستشفى الجديد خلال فترة وجيزة إلى صرح طبي شامل لرعاية مرضى السرطان يجمع بين الخبرة الابتكارية والتقنيات الطبية التي تحاكي الأفضل في العالم، بحيث سيساهم في دعم جهود دولة الإمارات لتكون في طليعة التميز ضمن مجال الرعاية الصحية ورائدة مجال الابتكار الطبي الذي سيرسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية والعلاج خلال المرحلة المقبلة.

خير تكريم

في هذا الخصوص، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة الجليلة: "تزامناً مع عام الخمسين والاستعداد لاحتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي، ضمن رؤية تسعى لتحقيق قفزة نوعية في المسيرة التنموية للدولة في الخمسين عاماً المقبلة، فإنه لا يوجد هدف له أولوية أعظم من تقديم رعاية صحية فائقة الجودة تكون في متناول الجميع. ومن أجل ذلك، تسعى مؤسسة الجليلة للقيام بالدور المنوط بها عبر الإسهام في ترسيخ أسس التميّز الطبي في دولة الإمارات"، موضحاً سموه: "مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان سيجمع بين الخبرات المبتكرة والتقنيات الطبية المتقدمة واستراتيجيات جودة الحياة؛ لتكون دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة ضمن مجال رعاية مرضى السرطان".

وذكر سموه أن "هذا المستشفى هو خير تكريم للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي كان من أشد الناس حباً للخير، ولدوره الإنساني الكبير".

منارة للأمل

من جانبها، قالت سعادة الدكتورة رجاء عيسى القرق، عضو مجلس أمناء مؤسسة الجليلة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة: "مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان سيكون صرحا طبياً رفيع المستوى لتشخيص وعلاج مرض السرطان، وسيضم عدداً من أبرز اختصاصيي الأورام في العالم، بهدف تقديم أفضل علاج متاح للسرطان"، موضحة بالقول: "نؤمن في مؤسسة الجليلة بأنَّ كل مريض يجب أن يتلقى العلاج، دون استثناء؛ من هنا، كان مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان والذي سيكون منارةً تشعّ أملاً، وهو المشروع الذي ما كان ليرى النور لولا الجهود الطيبة من المانحين من أهل الخير ودعمهم السخي".

فرق جوهري

في السياق ذاته، قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: "لا تزال أعداد الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بمرض بالسرطان حول العالم في ازدياد. ولهذا السبب، نرى أنَّه من واجبنا كمنظمة خيرية معنية بالرعاية الصحية أن نبذل كل ما بوسعنا في سبيل المساعدة وإنقاذ الأرواح".

وأضاف: "إنَّ أهم ما يميز دولة الإمارات هو مجتمعها المِعطاء، وحرص مختلف فئاته أفراداً ومؤسسات على المشاركة الفاعلة والبناءة في عمل الخير"، مشيراً إلى أن "مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان سوف يُحدِث فارقاً جوهرياً في توفير الرعاية الصحية عالية الجودة لأولئك الذين لا يمكنهم الوصول إلى العلاج بطريقة أخرى".

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد مرض السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم، والمسؤول عن حوالي 10 ملايين حالة وفاة سنوياً، ويُعد اللجوء للمستشفى في المراحل المتأخرة من المرض وعدم إمكانية الحصول على التشخيص والعلاج أمراً شائعاً، لاسيما بين الفئات الأكثر هشاشة وفقراً في المجتمع.

وفي دولة الإمارات، يتم الكشف كل عام عن حوالي 4500 حالة جديدة، فيما يعد مرض السرطان أحد أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة.

صرح طبي مبتكر وخدمات علاجية شاملة

تعمل مؤسسة الجليلة على تمكين الباحثين في مجال أمراض السرطان إلى التوصل إلى اكتشافات يمكن ترجمتها إلى بروتوكولات علاجية محسّنة. وقد خصصت المؤسسة 43 منحةً بحثية في مجال مكافحة هذا المرض ومضاعفاته، من شأنها أن تمهّد الطريق أمام تحقيق فتح طبي كبير في علاجه. وسيعمل المستشفى الجديد لرعاية مرضى السرطان على توفير أفضل وأحدث علاجات السرطان لأولئك الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف العلاج، وسيتعاون مع مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية، التابع لمؤسسة الجليلة، وذلك للنهوض بالأبحاث المتعلقة يالمرض.

وسوف يكون "مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان" صرحا طبياً مبتكراً، وأول مستشفى شامل يُبنى بالكامل بالوحدات سابقة التجهيز في دبي؛ وسيتم تنفيذه باستخدام أحدث تقنيات وأساليب البناء، وباستخدام مكوَّنات مثالية جاهزة للاستخدام، يتم إنتاجها في مصانع خارج الموقع. وجاءت فكرة البناء باستخدام الوحدات سابقة التجهيز لتسمح بقدر من المرونة للتوسّع مستقبلاً، ولتقليص مدة التصميم إلى النصف ومدة البناء بنسبة 30% والتكلفة بنسبة 20%.

وستشمل المرحلة الأولى من البناء أول جناحين من المستشفى بسعة 150 سريراً، بحيث تصل الطاقة الاستيعابية في المرحلة الثانية إلى 250 سريراً. وسيتم اعتماد مبادئ التصميم المستدام بيئياً في تصميم المستشفى وتشييده، وسوف يقدم المستشفى الرعاية الشاملة لمرضى السرطان، وتشمل: الوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية.

مؤسسة الجليلة

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة الجليلة في أبريل من العام 2013، بهدف تحقيق الريادة لدبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الابتكار الطبي، والارتقاء بحياة الأفراد.

وتندرج مؤسسة الجليلة، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإنسانية والتنموية الأكبر من نوعها إقليمياً. وتدعم العلاج الطبي المقدم للأشخاص غير القادرين على تحمّل تكاليف الرعاية الصحية النوعية، وتقدم منحاً دراسية لإعداد وتأهيل كوادر وطنية من متخصصي الرعاية الطبية، وتدعم الأبحاث الرائدة التي تتناول المشكلات الصحية الشائعة في المنطقة، وهي: السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة وأمراض الصحة العقلية.

كما بادرت مؤسسة الجليلة بتوسيع نطاق أبحاثها لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد إلى جانب غيره من الأمراض المستجدة التي تؤثر على حياة البشر.

في أغسطس 2020، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية"، وهو أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في دولة الإمارات بقيمة إجمالية قدرها 300 مليون درهم التابع لمؤسسة الجليلة ليكون منارة للأمل لدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية.

التعليقات