علماء دين بالإمارات: الالتزام بالتدابير الاحترازية من مقاصد ديننا الحنيف

 أكد عدد من علماء الدين في الهيئة العامة للشؤون الإسلامة والأوقاف الإماراتية، أنه على الجميع الالتزام بالتدابير الاحترازية خلال الشهر الفضيل كون ذلك من مقاصد ديننا الحنيف وواجبا وطنيا للحفاظ على سلامة النفس التي أولاها الإسلام أهمية قصوى.

فمن جانبه قال الدكتور عمر حبتور الدرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف :" إننا نتطلع وقد أقبل شهر الخيرات والبركات لأن نرى من مجتمعنا التزامًا وطنيًّا يناسب حرمة الشهر الفضيل وقدسيته، فكل مواطن ومقيم مسؤول أن يحقق في هذا الشهر المبارك الكريم أعلى معاني الالتزام بسلوكيات وواجبات هذه الأزمة، وعلينا أن نفعل بصدق حملة "خلك في البيت" بكل تفان ومحبة إذ في تلك الحملة قرب لربنا وطاعة لولي أمرنا، وإسهام في استقرار وطننا، ودنو من أسرتنا، وتنمية لثقافتنا، وتفرغ لعبادتنا، وتدبر لذكر ربنا، فلتكن أيام الشهر الفضيل مناسبة لإعادة توازننا الحياتي، في جو من الاحترام، وحفظ للنظام، وتطبيق للتعليمات الصحية، لنحقق بذلك الخير كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله».

وقال فضيلة عبد الرحمن سعيد الشامسي مدير إدارة الوعظ إننا نستقبل الشهر الفضيل ونرى ما تفضل به علينا ربنا سبحانه من محاسن دينه القويم، وعلينا أن ندرك أن من محاسن ديننا الحنيف أنه أعطى للوسائل التي تتعلق بها مصالح العباد حكم المقاصد ..فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وأضاف "إن صيانة النفوس من أعظم الواجبات في هذه الشريعة الغراء حتى إنها لتعد عند الله عز وجل أعظم من حرمة الكعبة المشرفة كما ورد في الحديث الصحيح".

وأشار إلى أنه ولما كان تحقيق هذه الوسيلة فيه مشقة عظيمة على الناس في العادة فالإنسان اجتماعي بطبعه وجعل الله عز وجل في مقابل الأخذ بهذه الوسيلة، أجراً عظيما لا يناله المؤمن في الغالب إلا بمشقة بالغة ..وهو أن يفوز بأجر الشهيد كل ذلك لأنه ساهم في تحقيق مقصود الشارع الحكيم من حفظ النفوس والأوطان من المكاره والخسران.

و قال فضيلة سبع سالم الكعبي إن شهر رمضان هو شهر العطاء والبذل، ونحن إذ نستقبله ندرك أن العطاء في هذا الشهر له طابع آخر، فنجدة الملهوف ومساعدة الناس في وقت الأزمات؛ خدمةً للإنسان، وحفاظا على سلامتهم؛ مما حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" وانطلاقًا من محبة الناس ونفعهم و تعزيزا لقيم التسامح وخدمة الإنسانية سارعت قيادة دولة الإمارات، وهبَّ أبناؤها المخلصون البررة إلى مساعدة الإنسان وإنقاذ نفسه من الأمراض باستقباله في مدينة الإمارات وطن الإنسانية وفي دار زايد الخير ليستظل تحت ظلها الوافر ويتلقى فيها عناية كريمة، ورعاية طبية شاملة، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة.

و أضاف : "هذا الصنيع الانساني العظيم يذكرنا بقول ربنا تبارك وتعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا) ..شعار قيادتنا إنقاذ حياة الإنسانية والبشرية أينما كانت، وفي كل المواقف والأزمات، وفي أحلك الظروف والتحديات، ما أجملها من مبادرات، وما أعظم أن نستشعرها ونقابلها بأداء أدوارنا الوطنية منا بكل التزام ومسؤولية.

و قال فضيلة عبدالرحمن إبراهيم الناصري: "كلنا مسؤول في هذه الأيام عن بث رسائل دينية ووطنية عنوانها الالتزام بتعليمات الوطن، والمحافظة على المقدرات والمكتسبات، فكل مواطن ومقيم تقع على عاتقه واجبات مقدسة يمليها عليه العاملون في خطوطنا الأمامية من جنود الوطن المخلصين، تلك التعليمات التي كلما حافظنا عليها كانت سببًا في قربنا ووصولنا إلى نهاية الأزمة، التي ستزول بإذن الله (إن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا).

و أكد فضيلة سيف راشد المزروعي أن التباعد الاجتماعي الذي يشهده المجتمع المحلي والعالمي اليوم في ظل هذه الظروف، باتَ ضرورةً شرعيةً وواجباً وطنياً، يحتّم علينا جميعاً أن نتضامن ونلتزم بكل التعليمات الصادرة من الجهات المختصة في الدولة لمنع انتشار هذا الوباء، فحفظ النفوس ودرء كل ما من شأنه أن يسبب الضرر والهلاك عنها من أعظم المقاصد الشرعية التي حث عليها الإسلام، وبعون الله تعالى ثم بتكاتف الجميع سنتخطى هذه التحديات معاً.

أما فضيلة ناصر عبد الله اليماحي فقال إن الالتزام الوطني بالاحترازات الوقائية التي تسنها الدولة هو علامة رقي وتحضر، ورسالتنا الدينية المستلهمة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف تفرض علينا أن نكون من أحرص الناس على الالتزام صيانة لأنفسنا، وحفاظًا على أرواحنا وأرواح الآخرين، فذلك من مقاصد ديننا، ومن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم.

وذكر أن التباعد الاجتماعي هو مصطلح شاع استعماله بكثرة هذه الأيام باعتباره إجراء احترازياً مهماً وخطَ دفاع أساسيا للوقاية من جائحة كورنا التي عمت العالم، والذي يتحمل فيها كل فرد مسؤولية مجتمعية كبيرة لابد أن نستشعرها ونقوم بواجبنا على أكمل وجه، وهو مطلب شرعي وإنساني.

و قالت الواعظة موزة مشاري الشامسي إن تجربة دولة الامارات في تطبيق التباعد الاجتماعي فريدة فهو لايتجاوز أن يكون هذا المصطلح في معناه المجازي، تظهر حقيقته كتباعد جسدي ومكاني فقط، أما من الناحية الاجتماعية فمع ما من الله عز وجل به علينا من حكومة رشيدة سخرت كل وسائل التقنية والتواصل والاتصال عن بعد لتسير حياة الناس بشكل طبيعي، فلا يزال الناس متواصلين على كافة الأصعدة مع أهليهم وأقاربهم ومحبيهم، وما زال التعليم قائما على أفضل وجه، وما زالت القطاعات الحكومية والخاصة تبدع وتبتكر بكفاءة وفاعلية واحترافية، ولن تتوقف عجلة البناء والنماء في هذا الوطن المعطاء".

و قالت الواعظة مريم ناصر الزيدي منذ أن كنا صغارا في ربوع إماراتنا الحبيبة رددنا النشيد الوطني الذي أقسمنا فيه جميعا مواطنين ومقيمين، على العمل والبناء، والإخلاص والوفاء، كي يدوم الاستقرار والأمان، ويعيش الوطن ومن على أرضه في راحة واطمئنان، ويدوم اتحادنا ولحمتنا بمحبتنا والانتماء.

وأضافت : "ها نحن اليوم نعيش هذه المعاني الجميلة التي لطالما رددناها بقلوبنا قبل ألسنتنا و رأيناها عيانا في ظل الأزمة الراهنة .. فهب كل من على أرض الوطن مواطنين ومقيمين مستشعرين المسؤولية الوطنية والاجتماعية المناطة على عواتقهم ..فهبوا لتلبية النداء، كل في مجاله وتخصصه، متواصين بتحقيق المصالح المشتركة فصاروا كالجسد الواحد، في التواد والمحبة والتراحم - كما قال صلى الله عليه وسلم - واصفا صورة العلاقات التي ينبغي عليها أن تكون في المجتمع الواحد : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَى".

التعليقات