تدهور أوضاع "الساحة اللبنانية" بسقوط 500 جريح

تزداد الأوضاع الداخلية على الساحة اللبنانية تدهوراً في ظل تصاعد الأحداث والمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن اللبناني، الأمر الذي تسبب في سقوط مايقرب من 500 شخص جريحاً، مما ينذر بمزيد من التصعيد خلال الساعات الماضية، وهو مادفع القيادات السياسية لبحث المستجدات على الساحة ومحاولة حلحلة الأوضاع.

عودة المظاهرات

عادت المظاهرات اللبنانية منذ يوم الثلاثاء الماضي، بعد إقدام المتظاهرين على تحطيم واجهات المصارف والاشتباك مع القوات الأمنية باستخدام الحجارة الأمر الذي دفع الأخيرة لاستخدام  الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق والرصاص المطاطي المتظاهرين.

 

مطالب المتظاهرين 

يطالب المئات من المتظاهرين برحيل الطبقة السياسيّة التي يحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي، ويتّهمونها بالفساد والعجز عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تسببت بطرد أعداد كبيرة من الأشخاص من وظائفهم، وبنقص حاد في السيولة، لا سيما الدولار الأميركي في ظل قيود مصرفيّة بالغة، وتراجع قيمة العملة اللبنانية.

 

"عون" يتحرك

دفعت الأحداث المتصاعدة الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى عقد، اجتماعا أمنيا مع كبار مسؤولي الأمن لمناقشة المواجهات غير المسبوقة، والبحث في التطورات الأمنية والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد.

وطلب الرئيس اللبناني من قادة الجيش والأمن استعادة الهدوء وسط بيروت، وقال مكتب الرئاسة اللبنانية إن عون "دعاهم للحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين والأملاك العامة والخاصة وإعادة الهدوء إلى وسط بيروت".

التعجيل بتشكيل الحكومة  

 يُجري رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف، حسان دياب، اتصالات ليلة مكثفة، كما التقى بالرئيس ميشال عون، للإسراع بتشكيل الحكومة، التي قد يعلن عنها في الساعات المقبلة، في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات قرب مبنى البرلمان ووصول عدد المصابين لمستواه الأكبر منذ بدء الاحتجاجات اللبنانية أكتوبر الماضي.

 

 الجيش يتدخل 

في غضون ذلك تدخل الجيش اللبناني وتركز انتشار الجيش اللبناني في محيط مجلس النواب، وعند مداخل العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، في محاولة لاحتواء أي احتجاجات محتملة، وذلك عقب زيارة قام بها قائد الجيش إلى غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي في بيروت، على إثر الاشتباكات التي سقط فيها عشرات الجرحى ليلة السبت.

موقف الحريري 

من جانبه طالب رئيس الوزراء اللبناني "المستقيل"، سعد الحريري، الأطراف السياسية في لبنان بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل، وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية،  مشيراً عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية عبر تشكيل الحكومة، وحل الأزمات السياسية والاقتصادية.

وحذر الحريري من أن مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض، يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. 

تحذيرات حقوقية

أصدرت منظمات حقوقية دولية، تحذيرات من تصاعد الأحداث على الساحة اللبنانية، حيث قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن شرطة مكافحة الشغب في لبنان، ضربت المتظاهرين السلميين والصحفيين بعنف واعتقلتهم، مطالبة وزارة الداخلية محاسبة عناصر الشرطة فورا على استخدامها المفرط للقوة.

كما أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا مشابها، تؤكد فيه استخدام قوات الأمن الداخلي اللبنانية، بما في ذلك شرطة مكافحة الشغب، القوة المفرطة وغير القانونية ضد المحتجين.

الاحتجاجات اللبنانية "تلفزيون الان"

التعليقات