السينما الصامتة.. 1907-1939 التجارب الأولى من" ليلى" إلى "زينب"

السينما الصامتة.. 1907-1939 التجارب الأولى من" ليلى" إلى "زينب"

عادل أديب

السينما الصامتة.. 1907-1939 التجارب الأولى الجزء الخامس من" ليلى" إلى " زينب"

لماذا الفن بهذا الجمال؟

لأن لا غاية من ورائه، ولماذا الحياة بهذا القُّبح ؟ 

لأنها مليئة بالغايات والأغراض والأهداف.  فرناندو بيسوا

اشترك في تمثيل فيلم "ليلى" 

عزيزة أمير "ليلى" أحمد الشريعي، استفان روستي، لحمد جلال، المطربة بمبه كشر، ماري منصور

محمود جبر، حسين فوزي، اليس لازار..

كما ظهرت

في هذا الفيلم "اسيا داغر" في دور ثانوى..

وبلغ ما انفقته عزيزة أمير على إنتاجه ألف جنيه تقريبا.. 

وقد حذفت رقابة السينما مشهدا من الفيلم تظهر فيه "طبيله"  تتناول عليها الأسره طعامها!

كما ذكرنا  سابقا تأجير "عزيزة أمير" لدار "موصيري" صاحب سينما "متروبول"

لعرض الفيلم على حسابها الخاص بسبب تخوف دور العرض 

من تجربة فشل الأفلام السابقة التي مروا بها.

هذا وقد أطلق على "عزيزة أمير" لقب "مؤسسة فن السينما" في مصر..

حيث كان هذا الفيلم هو أول فيلم مصري

مائة بالمائة في إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله..

وكسبت السينما بظهور فيلم "ليلى"

والأفلام التي ظهرت بعده..

جمهورا جديدا

فقد كان رواد السينما وقتئذ معظمهم من الأجانب وبعض طلبة المدارس العليا

وعدد من المتعلمين..  

كان وقتها الإقبال على المسرح.. خصوصا المسرح الغنائي..  وعلى رأسه  مسرح

الشيخ "سلامة حجازي"..

فكان الطرب هو مايريده الجمهور ويهواه..

ولهذا لم يكن الفيلم الصامت يرضي مزاج أغلبيه الجمهور...

وعلى الرغم من أن المؤرخين اجمعوا

على أنه تم التاريخ لفيلم "ليلى" 

كأول فيلم مصري طويل من حيث التمثيل والإنتاج والقصة.. 

وكذلك أول فيلم روائي طويل يعرض في القاهرة..

كذلك وبرغم منافسة تصوير فيلم "قبلة في الصحراء" على هذا اللقب أيضا

والذي صور في نفس الفتره تقريبا (فترة ستة أشهر) بالإسكندرية 

إلا أنه لم يعرض في القاهرة

إلا في يناير 1928

ولكن البعض يرى أن "ليلى" ليس هو من يستحق لقب

الفيلم المصري الطويل الأول!!

نعم..

ففي مقال الأستاذ "حسام دغيم"

ينفي أسبقية فيلم "ليلى" تاريخيا.. 

وذلك مع اكتشاف الناقد الكبير "أحمد الحضري" لذلك..

حيث توصل إلى أن أول فيلم روائي صامت في مصر كان

فيلم "في بلاد توت عنخ آمون" إنتاج عام 1923

من إخراج "فيكتور روسيتو" والذي كان مخرجا يمتهن مهنة المحاماه..

ويقوم الفيلم بسرد روائي لقصة اكتشاف

مقبرة "توت عنخ آمون"

وكان وقتها الحديث عن اكتشاف هذه المقبرة حدثًا تاريخيًا كان حديث العالم كله..

"الفن هو من يساوي أولائك الذين كسرتهم الحياة"..

أقف طويلا دائما عند تلك الجملة من العبقري الفنان "فان جوخ"

وآراها تنطبق على العديد والعديد من أبناء المهنة.. خاصة الرواد منهم..

وذوي النظرة المستقبلية العميقة منهم أكثر!

تنطبق.. في ماضينا كما في حاضرنا!

وها نحن ننظر إلى "عزيزة أمير".. إلى "محمد بيومي".. إلى الأخوين "لاما"

إلى "محمد كريم".. إلى "طلعت حرب"..

فلكل منهم الأمة.. وصراع عنيف مع الحياة..

كسرتهم الحياة.. فى تحقيق رغبتهم فيما يحبون ويعشقون

ليقفوا ضد التيار.. العادات والتقاليد

واحيانا كثيرة

ضد الفشل.. وضد الفقر!

ولكن سرعان ما يقفوا شامخين.. وبقوة

أمام أعين التاريخ

رغم آراء الناس وتهكماتهم.. 

وكلمات النقاد اللازعة الغير واعية أو مهتمة بما مروا به..

رغم أوهام قضبان سجون العصر والزمان.. الذي هم يسبقونه بمساحات شاسعة..

وسنرى في المقالات القادمة

لنتعلم ونتعرف من

كل الشخصيات السابق ذكرها

كيف ذاقت مرارة الفشل؟

كيف صابرت.. تعلمت.. ووهبت كل غال ونفيس

وجعلت من مذاق الفشل.. سلما مزينا بالورود للنجاح!

وأصبحت من رواد تاريخ.. الإنسانية..

فحق القول المعروف

"لا يكرم نبي في وطنه"

وتلك هي المقولة والحقيقة الأعظم

لهؤلاء الرواد

ولكل من أفنى حياته – ولازال - لرقي الإنسانية من خلال الفن..

فنحن نقيمهم فقط

بعد رحيلهم 

وبعد عقود كثيرة من.. الزمان!

ودعونى اترككم الآن مع إحدى قصص الفشل!

والتي كانت سببا – مثل غيرها-

في بناء قصص نجاح عديدة لميلاد السينما المصرية الحقيقية فيما بعد..

فيلم "قبلة في الصحراء"

وهو من نوع المغامرات والاكشن..

يسترسل الأستاذ حسام في مقاله تبدأ  قصة الفيلم..

بإعجاب هيلدا (إيفون جوين) الفتاة الأجنبية "بشفيق" (بدر لاما) الشاب الأعرابي الذي يقيم في قرية بصحراء مصر..

يتهم أهل القرية "شفيق" بقتل عمه عبدالقادر..

الأمر الذي يستدعي هروبه إلى الصحراء مع مجموعة رجال العصابات ويصبح واحدًا منهم..  

ويصادف أثناء هجوم العصابة على إحدى القوافل..

أن تكون "هيلدا"

ضمن المتعرضين للهجوم..

يحاول "شفيق" كف أذى العصابة عنها..

لكن يقوم ثلاثة من أفراد العصابة بخطف "هيلدا" ويتمكن شفيق من إنقاذها ليفوز بها حبيبة وزوجة.. هذا

وقد كانت السينما المصرية في بداياتها تقوم بمحاكاة الأفلام الأمريكية الناجحة.. 

فالفيلم المصري "قبلة في الصحراء" 

هو محاكاة للفيلم  الصامت الأمريكي "ابن الشيخ" للنجم الأسطورة 

"فالنتينو" ذي الأصول الإيطالية عام 1921 .

حيث ظهرت أفلام كثيرة تتناول الحياة في الصحراء في تلك الفترة..

وقد تعرض فيلم "قبلة في الصحراء" للهجوم الكبير من قبل الجمهور والنقاد بسبب  قصة الفيلم..

وبرغم من ذلك .. 

زاد من إصرار العظيمة "فاطمة رشدي" و"الأخوين لاما" بل وفريق عمل الفيلم  

ولم يثنيهم عن تحقيق حلمهم الكبير! مهما كانت عدد مرات الفشل! و.. للحديث بقيه  

التعليقات