"معرض الإمارات للوظائف" ينطلق في التاسع عشر من مارس

 تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفاعاً في الطلب على الكوادر والمواهب المتخصصة بالمجالات الرقمية والتكنولوجيا، وذلك بالتوازي مع تنامي مكانة الدولة كوجهة اختبار عالمية رائدة لتطوير مفاهيم الذكاء الاصطناعي. وتنسجم هذه الرؤى المعمّقة مع وجهة نظر الجهات العارضة في النسخة الـ19 من ’معرض الإمارات للوظائف‘، المعرض الرائد في مجال تدريب وتوظيف المواطنين الإماراتيين، والذي ينعقد بين 19-21 مارس 2019 في مركز دبي التجاري العالمي.

ومع تحول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى داعمٍ قوي لتقدم وتطوّر مجالات الثورة الصناعية الرابعة، يتوقع العارضون الرئيسيون في ’معرض الإمارات للوظائف‘ حدوث تحولات نوعية كبيرة على صعيد الوظائف وفرص العمل، خصوصاً مع انفتاح الوظائف الحالي بشكلٍ أكبر على مجالات الاتصالات، والتعلم الآلي، والروبوتات، والمحتوى، ومهارات الإبداع في وسائل الإعلام، والحوسبة التخاطبيّة.

وبهذه المناسبة، قالت السيدة أسماء الشريف، مديرة ’معرض الإمارات للوظائف 2019‘: "أظهرت نتائج ’القمة العالمية للحكومات‘ التي انعقدت مؤخراً أن 45٪ من الوظائف تتغير بشكلٍ نوعي اليوم نتيجة تطوّر وتطبيق مفاهيم الذكاء الاصطناعي؛ وأن المستقبل ينطوي على فرصٍ هائلة للمهارات الجديدة في مجالات الإبداع والفنون والموسيقى والمحتوى والتصميم، وذلك إلى جانب المتطلبات التكنولوجيّة العميقة المرتبطة بعالم الروبوتات. وتحرص الجهات العارضة في دورة هذا العام على تحديد أبرز المهن المستقبليّة، والتي تستهدف استقطاب المواهب الإماراتيّة من الباحثين عن المزايا والفرص القيّمة المتاحة، مع انفتاحهم الكبير على اختبار المسارات المهنية المبتكرة".

وفي هذا السياق، يؤكد موقع ’بلوفو دوت كوم‘ (Bloovo.comبلوفو دوت كوم

)، منصة التوظيف الإلكترونية للمهنين في الشرق الأوسط، أن مشهد الوظائف للمهنيين على مدار العقد القادم سيشهد سلسلة من التحولات الجذرية نتيجة تطبيق مفاهيم الذكاء الاصطناعي التي ستؤثر على العديد من القنوات التشغيلية، بما في ذلك قطاع التوظيف.

بدوره، قال أحمد خميس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع ’بلوفو دوت كوم‘: "يُعتبر ’بلوفو دوت كوم‘ منصة رائدة في تبنّي مفاهيم الذكاء الاصطناعي بهدف تبسيط عمليات التوظيف، وذلك عبر توفير خوارزمية مطابقة للتعلم الذاتي والآلي، والتي تضمن توافق ملفات الكوادر المرشحّة مع الوظائف المناسبة. وتتسم هذه العملية بالفعالية من حيث الوقت والتكلفة، وستضمن بنهاية المطاف مستويات عالية من التحسين، بالإضافة إلى تعزيز القيمة المنشودة. وستلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في تحديد القائمة النهائية للمُرشحين المحتملين من خلال الربط بين ملفاتهم الشخصية على الإنترنت مع الوظائف الشاغرة، الأمر الذي سيضمن تحقيق مُطابقة أكبر وأكثر كفاءة.

وأضاف خميس: "أتاح دخول الذكاء الاصطناعي في العديد من تطبيقات الأعمال المجال أمام أدوار ومهام جديدة لم تكن سائدة أو مألوفة من قبل، مثل خبراء تعلم الآلة، وعلماء البيانات، ومهندسي البرمجيات المتخصصين في مجال الروبوتات. ونتوقع على مدار الأعوام الخمس المقبلة أن تتغيّر ملامح المشهد التكنولوجي بالكامل، خصوصاً مع تحوّل الطائرات بدون طيار (الدرونز) إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية، واتساع نطاق استخدام السيارات والمركبات ذاتية القيادة، وتعاون الروبوتات كزملاء محترفين مع الكوادر البشريّة. انطلاقاً من ذلك، نرجح أن تتمحور الموجة التالية من المهارات حول مجالات التعلم الآلي والروبوتات، وغيرها من الوظائف ذات الصلة".

وتأتي توقعات ’بلوفو دوت كوم‘ في أعقاب الأنباء حول استعداد الإمارات لاستضافة الإطلاق العالمي لمنصة ’أوميجا‘ الرقميّة (Omega) خلال شهر مايو المقبل، وهي أول تطبيق للهواتف والأجهزة المحمولة مدعوم بإمكانات الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون بمثابة حارس شخصي رقمي للمستخدمين. وتم تطوير منصة ’أوميجا‘ باللغة العربية بالتعاون مع شركة ’ماجد الفطيم‘ وشركة ’آي إيه إم+‘ (I.AM+) المتخصصة بالتكنولوجيا والمملوكة لنجم الراب الإبداعي ’ويل آي آم‘. وفي معرض ترحيبه وإشادته بهذه الخطوة، حث معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، الشركات الخاصة على التعاون مع الجهات الحكومة بهدف ترسيخ مكانة الإمارات كمركزٍ عالمي رائد للتكنولوجيا المتقدمة.

وتابعت الشريف: "شغلت الإمارات عناوين الصحف العالمية باعتبارها أول دولة في العالم تقوم بتعيين وزيرٍ لشؤون الذكاء الاصطناعي، ونحن فخورون جداً بمساهمة معالي عمر بن سلطان العلماء في تحقيق رؤية الإمارات بأن تصبح رائدةً على الصعيد العالمي في مجال التقنيات التقدمية. ويعكس ’معرض الإمارات للوظائف‘ بدورته لهذا العام تركيز دولة الإمارات على مجالات التقدّم التكنولوجي، ونتطلع إلى تعزيز دعم الدور الذي يمكن للكوادر الوطنية الاضطلاع به لتحقيق رؤية الحكومة الإماراتيّة".

من جهة ثانية، أكدت ’اتصالات‘، المزود الرائد لخدمات الاتصالات في الإمارات والتي ستستعرض فرص التوظيف لديها خلال ’معرض الإمارات للوظائف 2019‘، أن قطاع الاتصالات سيواصل اكتساب مكانة متقدّمة على صعيد الابتكار والتحول الرقمي، وذلك نتيجة التحديث المستمر لشبكات الهاتف المحمول والألياف البصرية وتطوّر البنية التحتية.

تعليقاً على ذلك، قال يونس عبدالعزيز النمر، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في شركة ’اتصالات‘: "إن الثورة الصناعية الرابعة ستساهم في تغيير وجه العالم المألوف اليوم، مدعومةً بالتقارب بين الابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي وعمليات الأتمتة والتعلم الآلي؛ ويتوجب على المواهب والقوة العاملة التكيّف سريعاً مع ذلك التغيير. ومن المتوقع لهذه التغييرات الديناميكية في القطاع أن تؤثر بشكلٍ كبير على نوع المهارات المطلوبة في القطاع. ولا شك بأن تحديد المواهب التي تتمتع بالمهارات المتخصصة المطلوبة سيلعب دوراً محورياً في مسيرة نموّنا المستقبلية، وهو ما سيسهم بنهاية المطاف في ترسيخ مفاهيم الابتكار والتنويع على مستوى جميع أنشطتنا وأعمالنا"

وتُقام فعاليات ’معرض الإمارات للوظائف 2019‘ بالتزامن مع سعي الحكومة لتعزيز جهود توطين القطاع الخاص بواقع 10 أضعاف بحلول عام 2025. ويشهد هذا المعرض مزيداً من التطوّر والزخم ليتخطّى دوره كمنصة تواصل تقليدية بين جهات العمل والباحثين عن الوظائف، ويضطلع بدورٍ أكثر ذكاءً وكفاءة في توفير المحتوى المميز والعروض الفريدة التي تتيح له قدرة عالية على مواكبة أحدث تقنيات العصر الرقمي.

ويساهم هذا المنهج ’الذكي وعالي الكفاءة‘ في تمكين ’معرض الإمارات للوظائف‘ من إضافة مجموعة متنوعة من العروض والفعاليات الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عملٍ حول التواصل التكنولوجي والمجالات الرقمية، وذلك للمساهمة في تعريف الشركات بالمُرشحين المحتملين والباحثين عن الوظائف وفرص العمل. وفي أعقاب التوجّه المتزايد نحو منهج التوظيف عبر الفيديو للتحكم في دورة حياة الموظفين وتكاليفهم، سيقوم كل من ’سونرو‘، المنصة العالمية الرائدة والموثوقة في إجراء المقابلات المؤتمتة عبر الفيديو، و’بيت دوت كوم‘ الموقع الرائد في منطقة الشرق الأوسط، بتنظيم جلسات تدريبية حول مقابلات الفيديو للإماراتيين الباحثين عن فرص العمل.

وأضافت الشريف في هذا الإطار: "تمتلك معارض التوظيف قدرةٍ فريدة على مواكبة وتبني التغييرات والوجهات الجديدة، وهذا بالضبط ما نقوم به في ’معرض الإمارات للوظائف‘. حيث يلعب ذلك دوراً حاسماً في سوق العمل بدبي التي أعلنت عن طموحاتها في مجال ’المدن الذكية‘، نظراً لما تتمتع به من سمعة دولية قوية باعتبارها وجهة رائدة لتبنّي التقنيات والمفاهيم الجديدة والمتقدّمة".

وتم تصميم باقي فعاليات المعرض خصيصاً لتوفير فرص التعلم المباشر للشباب الإماراتي، بما في ذلك عقد ورش عمل حول طريقة إعداد السير الذاتية لمساعدة الباحثين عن عمل على إعداد سير ذاتية أفضل لجذب أصحاب العمل المحتملين؛ إلى جانب جلسات حوارية بمشاركة نخبة من الخبراء والذين سيقدمون نصائح مفيدة للمتخصصين الشباب والباحثين عن فرص جديدة للدخول مجدداً إلى سوق العمل.

وسيشهد المعرض لهذا العام أيضاً انطلاقة معرض (Talent Hunt 2019) بالشراكة مع منصة ’أوليف‘ الإلكترونية للتدريب المهني، حيث ستتاح أما الزوار فرصة إجراء مقابلات مباشرة وسريعة مع مديري ومسؤولي التوظيف من الجهات العارضة الرئيسية.

ويسهم معرض الإمارات للوظائف في تحقيق المنفعة المتبادلة للعارضين والزوار، حيث يتيح الفرصة أمام أصحاب العمل للتعليم والتوظيف، بينما يحصل المواطنون الإماراتيون على فرص التعلم والعمل وبدء مسيرتهم المهنية. وتسهم طبيعة المعرض في استقطاب أعداد متنامية من الجهات العارضة والزوّار على حد سواء. ومن المتوقع للمعرض في نسخته للعام 2019 أن يشهد مشاركة أكثر من 100 جهة عارضة من القطاعين العام والخاص، والذين سيحظون بفرصة عرض آلاف الأدوار الوظيفية المتنوعة أمام تجمّع يضم 18 ألف من الزوار الباحثين عن العمل، معظمهم من الطلاب الذين استكملوا مرحلة التعليم الثانوي والخريجين الجامعيين الذين يتطلعون لبدء مسيرتهم المهنية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ معرض الإمارات للوظائف 2019 يفتح أبوابه يومياً بين الساعة العاشرة صباحاً والسادسة مساءً بين 19 و21 مارس، وهو معرض حصري لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة والعاملين في ميدان الموارد البشرية. 

التعليقات