قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مليون دولار لمواجهة التهديد الذي تتعرض له الطيور من خطوط الكهرباء.
وقال محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع العضو المنتدب لهيئة البيئة بأبوظبي - خلال " مؤتمر مسارات هجرة الطيور " الذي يعقد حاليا في أبوظبي - إنه سيتم تخصيص مليون دولار أميركي من صندوق أنشأه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحفظ الطيور الجارحة لتكون بمثابة نواة لمبادرة عالمية تسلط الضوء على الصعق بالكهرباء الذي تسببه خطوط الكهرباء كتهديد رئيسي للأنواع المهددة بالانقراض بالتعاون مع اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة.
وقال البواردي إنه يجري التخطيط لعقد مؤتمر العام القادم وستتم دعوة المنظمات المعنية والمشرعين والعلماء والباحثين والمؤسسات العاملة في مجال توليد الطاقة الكهربائية والجهات المانحة لمشاريع توفير الطاقة وغيرها من الأطراف.
وأشار البواردي - في حديثه خلال مناقشة لخطة عمل عالمية للحفاظ على الصقر الحر - إلى أنه على الرغم من توزيعه في 84 بلدا في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرقية وأميركا الشمالية والشرق الأوسط فإن هذه الأنواع تواجه تحديا حقيقيا لبقائها وقد انخفض عددها بنحو 50 في المائة خلال السنوات العشرين الماضية.
وقال إن أخطر العوامل التي ساهمت في انخفاضه هي الصعق بالكهرباء على طرق الهجرة وفي مناطق التكاثر واستخدام المبيدات الحشرية والسموم في الزراعة التي تقتل القوارض التي يتغذى عليها الصقر وتدمير الأعشاش في آسيا الوسطى.
وأضاف البواردي "لقد قادت الإمارات ولا تزال تقود الجهود الرامية للحفاظ على الصقر الحر من خلال دعم أنشطة الحماية عبر مناطق التكاثر العالمية للأنواع في أوروبا وآسيا الوسطى ومنغوليا والصين".. مشيرا إلى أن أول برنامج تجريبي في جنوب شرق أوروبا ومنطقة البلقان - تم بالتعاون مع شركاء إقليميين - أدى إلى عودة تكاثر هذا النوع من الصقور.
وذكر أنه بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة استمر برنامج إطلاق الصقور الذي أنشأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1995 حيث تم إطلاق أكثر من 700 صقر حر في موطنهم الأصلي.
ولفت البواردي إلى أن أبوظبي قدمت دعما رئيسيا لجهود الحفاظ على هذه الفصيلة من الصقور في منغوليا ففي عام 2010 تم إنشاء 5000 من الأعشاش الاصطناعية وخلال السنوات الخمس اللاحقة أتت هذه الأعشاش بثمارها حيث تم تفقيس أكثر من 7500 من هذه الصقور من تلك الأعشاش.
وقال إنه على مدى السنوات الخمس الماضية شملت الطيور التي تستخدم الأعشاش 2512 زوجا من الصقر الحر و6351 من الطيور الجارحة مثل الصقر الجراح أو الحوام وصقر العوسق. ووصف البواردي خطوط الكهرباء بأنها التهديد الأكثر خطورة على الطيور الجارحة اليوم حيث أشارت الدراسات إلى أنها تقتل أكثر من عشرة آلاف طائر من الفرائس كل عام بما في ذلك 4000 صقر حر.
وأوضح أنه تم اجراء تجارب لاختبار تعديلات على خطوط الكهرباء التي قد تقلل من معدل الصعق بالكهرباء كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول حفظ الطيور الجارحة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والشركاء الآخرين مع مكتب للتنسيق في أبوظبي.
التعليقات