أحمد خالد توفيق أديب مختلف مهووس بالكتابة.. "طبيب الرعب" يرحل مبكرًا لـ"الجانب الآخر"

بعد 55 عامًا من وجوده بيننا .

اختار الموت واحدا من المؤثرين بشكل كبير في عالم الكتابة في الربع قرن الأخير، رحل الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق عن عالمنا أمس إثر أزمة قلبية حيث كان يجري عملية جراحية.

رحل من كان يردد دومًا "أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا.. ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون في فخر بطولي.. نحن لا نهاب الموت.. كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي.. إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان".

أحمد خالد توفيق أول كاتب عربي في مجال الرعب والأشهر بلا منازع في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ولقب بـ"العراب".

ولد العراب في 10 يونيو 1962 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية وتخرج من كلية الطب جامعة طنطا 1985، حصل علي الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997، والتحق كعضو في هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في طب طنطا.

بدأ توفيق رحلته الأدبية عام 1992 بسلسلته الشهيرة ما وراء الطبيعة والتي انتهت بعدد أسطورة الأساطير عام 2014، تلاها بسلسلة فانتازيا عام 1995 وسافاري  وفي عام 2006 أًصدر سلسلة WWW.

قام أحمد توفيق بتأليف روايات حققت نجاحا جماهيريا واسعا وأشهرها "يوتوبيا" عام 2008 والتي ترجمت إلى عدة لغات وأعيد نشرها في أعوام لاحقة، وكذلك رواية "السنجة" التي صدرت عام 2012، ثم رواية في ممر الفئران التي صدرت عام 2016 بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: "قصاصات قابلة للحرق" و"عقل بلا جسد" و"الآن نفتح الصندوق" الصادرة على 3 أجزاء وكانت آخر رواياته "شآبيب" عام 2018.

كان له نشاط في مجال الترجمة حيث قام بنشر سلسلة رجفة الخوف وهي روايات رعب مترجمة، وكذلك قام بترجمة رواية نادي القتال الشهيرة من تأليف تشاك بولانيك عام 2005، وكذلك ترجمة رواية "ديرمافوريا" عام 2010 وكتاب المقابر عام 2013 وترجمة رواية "عداء الطائرة الورقية" عام 2012 ومثل إيكاروس عام 2015.

شتهر الراحل أيضا بالكتابات الصحفية حيث انضم لمجلة الشباب الصادرة عن مؤسسة الأهرام عام 2004، وكذلك كانت له مقالات عبر جريدة التحرير وعدة مجلات الأخرى.

صدر له 12 مجموعة قصصية كان آخرها لست وحدك عام 2012 و14 مجموعة مقالات آخرها أفلام الحافظة الزرقاء عام 2016.

كان آخر ظهور إعلامي له منذ أيام مع الإعلامي عمر طاهر في برنامجه "وصفوا لي الصبر" تحدث فيه عن هوس الكتابة والشهرة وأمور عديدة تتعلق بالنجاح ودوافع الكتابة.

وكان من أشهر مقولات العراب:

•لا أخاف الموت.. أخاف أن أموت قبل أن أحيا.

• ما أهون الموت حين يكون خبرًا في مجلة أو سطرًا في حكم محكمة.

• ثلاثة يكسبون من فكرة الفرار من الموت؛ الطبيب يكسب من الأمل في الفرار، مندوب التأمين يكسب من اليأس من الفرار، والحانوتي يكسب من فشل الفرار.

•‏ في النهاية أنت تتجه إلى النهر المظلم.. النهر الذي عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا.. سوف تعبر إلى الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع.

•‏ الذين يهددون بالرحيل يريدون فقط أن يُطلب منهم البقاء.. أن يشعروا أن وجودهم مرغوب به.. الذين يريدون الرحيل حقا يرحلون دون تهديد.

• أن تتوقع أن يعاملك العالم برفق لأنك إنسان طيب، أشبه بأن تتوقع ألا يلتهمك الأسد لأنك نباتي لا تأكل اللحوم.

• الحل الوحيد للمشاكل النفسية هو: لا تكن عاطلاً، لا تكن وحيدًا.

• كل الأشياء السيئة تحدث في نفس الوقت، في نفس اليوم، في نفس الساعة.

• لو كان بوسع المرء أن يغرس خنجرًا في مخه ليقتطع الجزء الذي يحمل ذكريات معينة، لغدت الحياة جنة.

• هناك جريمة شنعاء تستأهل أعنف العذاب في هذا العالم، وهي جريمة أن تكون مختلفًا.

• الاكتئاب مرض لعين، والأدهى أنه يتطلب قدرا كبيرا من الذكاء والحساسية لدى المريض كي يصاب به.

• أريد أن أجمع قدرًا من المال يكفي لعلاج الأمراض التي أصابتني أثناء جمعه.

• ما ينتهي ببطء لا يعود بسرعة.. لا يعود أبدًا.

جفت صحف أحمد خالد توفيق الذي أثر في جيل بالكامل من المحبين في كل مكان، ولكنه سيبقي دائم الأثر بكتاباته فلم يرحل أحمد خالد توفيق.   

التعليقات