لأنها لم تكن يوما سيدة عادية، أو مجرد امرأة تحمل فكرة عابرة، فقد تحولت إلى أيقونة للفكر والثقافة والتنوير، وتغلبت على كل الصعاب والمتاعب التى واجهتها لتتحول الفكرة إلى واقع حى ملموس ينبض بالحياة والحيوية حتى الآن.
شجاعة فاطمة اليوسف لم تتوقف عند حد، وأصرت على إطلاق اسمها على مجلتها الوليدة «رزواليوسف» التى نحتفل بمرور 100 عام على إصدارها هذا الشهر، حيث كان الإصدار الأول لها فى أكتوبر عام 1925م.
فاطمة اليوسف هى والدة الأستاذ الكبير العظيم إحسان عبدالقدوس، وهى التى شقت الطريق الصعب فى عالم الصحافة منذ 100 عام، وأفرزت جيلا من العمالقة أمثال محمد التابعى أمير الصحافة العربية، وكامل الشناوي، وصلاح جاهين، وأحمد بهاء الدين، وعادل حمودة، ومحمد عبدالمنعم وغيرهم من الأسماء العظيمة التى تحولت إلى قامات صحفية وتنويرية أسهمت فى إنارة طريق بلاط صاحبة الجلالة طوال تلك الفترة وحتى الآن.
بالأمس كان احتفال مؤسسة روزاليوسف ورئيسة مجلس إدارتها الصديقة الأستاذة هبة صادق، ورئيس تحريرها الزميل العزيز أحمد إمبابي، وهو الاحتفال الذى أعاد إلى ذاكرة الصحافة تفاصيل قصة السيدة فاطمة اليوسف التى نجحت فى تحدى كل العراقيل والعقبات، وتجاوزت فكرة المجتمع الذكورى منذ 100 عام، لتنسج قصة رائعة وملهمة لكل السيدات الباحثات عن النجاح، والراغبات فى إثبات وجودهن بشكل عملى ملموس بعيدا عن الانطواء، والانعزالية، وكل الأفكار البالية والمتخلفة.
فاطمة اليوسف سيدة من ذهب تحتاج إلى فيلم روائى عظيم يحكى قصتها للأجيال الشابة الجديدة، وكيف جسدت حلمها رغم كل التحديات والإخفاقات التى واجهتها بصبر، ودأب، وإصرار، وعزيمة لا تلين.
تركت فاطمة اليوسف مجلة «روزاليوسف» خلفها، وهى المجلة التى لا تزال تنبض بالحياة والحيوية حتى الآن، وتسهم فى مسيرة التنوير والإبداع فى إطار الدور الحيوى للصحافة للحفاظ على وعى الأمة، والضمير الإنسانى والهوية الوطنية للشعب المصرى.
التعليقات