رسائل عبدالناصر

رسائل عبدالناصر

عبدالمحسن سلامة

التسجيل الصوتى الذى نشرته أسرة الزعيم جمال عبدالناصر فى ذكرى رحيله الخامسة والخمسين، والذى يتضمن تسجيلا صوتيا للقاء جمع بين الرئيس جمال عبدالناصر ونظيره الموريتانى مختار ولد دادة بتاريخ 6 سبتمبر 1970، ربما يكشف تفاصيل كثيرة قديمة، وحديثة ومتكررة عن الدور المصرى قديما وحديثا، ومن يحاول المزايدة على هذا الدور.

حينما يأتى هذا الكلام من الزعيم جمال عبدالناصر فلابد من الانصات إليه وتفسيره وتحليله بهدوء، خاصة أن هذا الحوار كان قبيل رحيل الزعيم جمال عبدالناصر بأيام قليلة.

الصديق د. محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير الدستور، نشر نص الحوار أمس الاثنين فى صدر الصفحة الأولى بالدستور فى انفراد صحفى متميز، له معنى عميق فى هذا التوقيت الصعب والحساس.

فى الحوار بينه وبين الرئيس الموريتانى تحدث الزعيم جمال عبدالناصر بمرارة وحزن عن المزايدات على مصر ومواقفها من العدو الإسرائيلى، وموقفها من القضية الفلسطينية قائلاً :

.. المزايدون خصوصاً فى الجزائر وسوريا والعراق يريدون من مصر القتال بمفردها وإلا اتهموها ببيع القضية الفلسطينية .

.. طلبت من الجيوش الجزائرية والعراقية والسورية القدوم لمحاربة إسرائيل طالما لا يعجبهم مواقفنا، ولم نسمع منهم ردا.

.. وحدنا من نحارب، والعرب لايكتفون بعدم الدعم، بل يهاجموننا بشكل يومى، وهذا يصيبنا بمواقف نفسية أشد ضراوة من الإسرائيليين.

.. لم ولن نطلب الدعم العربى، وعيب أتكلم عما قدمته مصر من دعم وسنعتمد على شعبنا.

.. أدينا للثورة الجزائرية كل حاجة.. وأدينا لهم كل شيء.. أسلحة واعتمادات مالية، والجزائريون لم يساعدونا بمليم واحد بعد عدوان67.

.. العرب بيقولوا عاوزين نحرر فلسطين.. طب إزاى أحرر فلسطين كلها ؟.. بقالنا 22 سنة ومقدرناش نعمل شيء.. طب إذا كنا مش قادرين نحرر فلسطين لو تقدروا انتم تعالوا حرروها.

.. الفلسطينيون رافضون أى حلول تستعيد جزءًا من الأرض ويريدون إما استعادة كل الأراض أوبقاء الإحتلال، ولو بقى الاحتلال ستضيع الضفة والقدس.

هذه بعض المقتطفات التى نشرتها صحيفة الدستور أمس وتبقى الملاحظة الأهم: أعتقد أن هذه صورة طبق الأصل وإن اختلفت الظروف والأحداث والأشخاص والدول مما حدث مع الرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك ويحدث الآن تمامًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات