سياسة الأسد الجريح!

سياسة الأسد الجريح!

عبدالمحسن سلامة

أصبح واضحاً بشكل لا لبس فيه رغبة إسرائيل فى تفجير الشرق الأوسط، وان نيتانياهو يتلاعب بالمنطقة والعالم لتحقيق أغراضه الشخصية وأفكاره الإرهابية، وتغذية مشاعر التطرف داخل إسرائيل لكى يستمر فى مقعده كرئيس للوزراء وينجو من حل الكنيست كما كان مخططاً.

منذ السابع من أكتوبر فى العام قبل الماضى أى منذ نحو 17 شهراً، ونيتانياهو يخترع كل يوم أزمة جديدة، وهدفاً إضافياً بدلاً من حل حقيقى ينهى كل تلك الكوارث.

كانت البداية فى غزة، ثم أتجه إلى لبنان، وبعدها كانت اليمن، ثم اجتاح سوريا، وهو الآن يشعل جبهة إيران بأهداف ضبابية، لكى تستمر مغامراته ونزواته، وتحقيق أهدافه الإرهابية المرتبطة بالتوسع والعدوان على كل دول المنطقة بلا إستثناء فى ظل ما يسميه «الأسد الصاعد» وهو اسم العملية العسكرية ضد إيران، والمعروف أن الأسد لايشبع نهشاً ولا يكف عن سفك الدماء طالما كان مطلق السراح يعيث فى الأرض فساداً دون مقاومة إلا إذا تم حبسه فى قفص حديدى محكم للسيطرة عليه وإعادة تأهيل للتعامل مع البشر.

نيتانياهو أسد جريح لا يكف عن الزئير وسفك الدماء من أجل أن لا يقف أحداً فى وجهه إزاء محاولاته المتكررة لنهش المزيد من الأحياء وسفك المزيد من الدماء.

ربما تكون تصريحات السيناتور الديمقراطى الأمريكى بيرنى ساندرز حول الهجوم الإسرائيلى على إيران كاشفة حيث أطلق على الحرب الإسرائيلية على إيران أنها «هجمات نيتانياهو» ليؤكد المصلحة الشخصية المباشرة لرئيس الوزراء فى تلك الحرب، وأنها هجمات غير قانونية، وأدت إلى تقويض الجهود الدبلوماسية فى حل الأزمة محذراً الإدارة الأمريكية من الانسياق وراء حروب نيتانياهو.

للأسف الشديد تسير الإدارة الأمريكية عكس مواقف السيناتور الأمريكى المحترم وغيره من أعضاء الكونجرس فى ظل الانحياز الأعمى إلى حروب نيتانياهو، ودعمها بشكل لامحدود سياسياً وعسكرياً واقتصادياً مما ينذر بتفجير منطقة الشرق الأوسط بالكامل فى ظل التغذية الأمريكية للأسد الجريح الذى يعيث فساداً دون رادع.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات