أمين عام رابطة العالم الإسلامي: "مهمتي استئصال الفكر المتطرف"

قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وهي مؤسسة مقرها السعودية تولت على مدى عقود مهمة نشر المدرسة الوهابية حول العالم ، إن تلك الأيام قد انتهت وإنه يركز حاليا على استئصال الأفكار المتطرفة.

وقال محمد العيسى، وزير العدل السابق والذي عين أمينا عاما للرابطة التي تتخذ من مكة مقرا قبل نحو عام ، لرويترز خلال جولة أوروبية إن الرابطة لن تقف موقف المتفرج بعد الآن وتترك الإسلام رهينة لدى المتطرفين.

والحملة من أجل دعم منهج الإسلام الأكثر اعتدالا تسلط الضوء على مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة ، التي تمول منظمات تشرف عليها الرابطة ، والعودة إلى الانحياز لتفسير أكثر انفتاحا وتسامحا للإسلام .

واتخذ الأمير الشاب بالفعل بعض الخطوات بهدف تخفيف القيود الاجتماعية الصارمة في المملكة حيث قلص دور شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسمح بتنظيم حفلات عامة وأعلن خططا للسماح للمرأة بقيادة السيارة من العام القادم.

وقال العيسى في مقابلة معه مساء يوم الخميس إن الماضي وما قيل من قبل أصبح شيئا من الماضي ، لافتا الى أن ما جرى في الماضي والطريقة التي عمل بها آنذاك ليس محلا للنقاش .

وأضاف أنه يتعين القضاء على الفكر المتطرف من خلال العمل الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي ، موضحا إنه ينبغي استئصال التشدد الديني والتطرف الذي يشكل مدخلا للإرهاب ، مؤكدا أن تلك هي مهمة الرابطة.

وقال العيسى إن الرابطة ستكون الآن أكثر انخراطا وتسعى للتصدي لأي علامة على التطرف في المناطق التي تعمل فيها وتتحرك أيضا إذا علمت بمدارس أو مراكز أو مساجد أخرى يجري فيها الترويج لمذهب متطرف.

ورفض إعطاء تفاصيل محددة ، لكنه قبل نحو أسبوع كان في جنيف حيث تعهد بإصلاح أمور أكبر مسجد في المدينة بعدما أثارت السلطات الفرنسية والسويسرية مخاوف من تحوله إلى بؤرة للتطرف ، والمسجد مدعوم من رابطة العالم الإسلامي .

وقال العيسى البالغ من العمر 52 عاما من خلال مترجم إنه ما إن ترصد الرابطة مثل تلك الرسالة في أي وقت فلن تقف مكتوفة الأيدي وستبذل قصارى جهدها للقضاء على هذا الفكر.

وأضاف أن ما تفعله الرابطة وما تريد أن تفعله هو تنقية الإسلام من الفكر المتطرف والتفسيرات الخاطئة وإبراز التفسيرات الصحيحة للإسلام.

وقال إنه لا يمكن هزيمة ذلك الفكر إلا بالحقيقة مضيفا أن الرابطة تعرض الحقيقة.

وأبرز ظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا والآلاف من مقاتليه الأجانب إلى أي مدى تحولت أوروبا على نحو خاص إلى أرض خصبة يمكن أن يتحول فيها الساخطون وضعفاء النفوس إلى الفكر المتطرف.

ففي فرنسا وحدها قتل مئات الأشخاص منذ العام 2015 في سلسلة من الهجمات نفذها في الغالب مسلمون فرنسيون.

وقال العيسى إن عمله يشمل التصدي للصعوبات التي ربما يواجهها المسلمون في مواءمة دينهم مع البلدان غير المسلمة.

وقال إن رابطة العالم الإسلامي ستحاول إيجاد أجوبة لرد تلك الرسائل التي تغير حقيقة الإسلام مضيفا أن الرابطة تريد تقديم التفسير الحقيقي للنصوص المقدسة التي أخذها المتطرفون رهينة وفسروها بشكل خاطئ.

وأضاف العيسى أنه يعمل أيضا مع الأديان الأخرى في إطار تلك الجهود ، وبعدما قام البطريرك الماروني اللبناني بزيارة تاريخية إلى الرياض الأسبوع الماضي، زار العيسى مسؤولين دينيين في كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس كما زار المعبد الكبير في العاصمة الفرنسية.

وقال العيسى إن لدينا هدفا مشتركا هو القضاء على الكراهية ، مضيفا أن رابطة العالم الإسلامي تعتقد أن بوسعها إنجاز ذلك كما أن الأديان لها تأثير كبير في عمل ذلك.

التعليقات