فى بادرة قوية وغير مسبوقة حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيسا الوزراء البريطانى كير ستارمر، والكندى مارك كارنى، من أنهم لن يقفوا مكتوفى الأيدى إزاء «الأفعال المشينة» لحكومة إسرائيل برئاسة رئيس الوزراء نيتانياهو.
جاء ذلك فى البيان المشترك للزعماء الثلاثة ملوحين بإجراءات عقابية ملموسة ضد إسرائيل إذا استمرت فى عدوانها على غزة، واستمرت فى منع دخول المساعدات الإنسانية.
لم يكتف الزعماء الثلاثة بذلك، لكنهم ــ بحسب البيان ــ أكدوا أنهم مصممون على الاعتراف بدولة فلسطينية فى إطار حل الدولتين، وأنهم مستعدون للعمل بكل جدية لتحقيق هذه الغاية، مؤكدين أن منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول، وينتهك القانون الإنسانى الدولى، ومشددين فى الوقت نفسه على معارضتهم توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية.
أتمنى أن يكون هذا البيان بداية لانتفاضة أوروبية قوية ضد الأفعال المشينة الإسرائيلية التى فاقت الأفعال النازية بمراحل، لتصبح وصمة عار على جبين الإنسانية كلها، وجبين الحضارة الغربية على وجه الخصوص.
الموقف الفرنسى منذ بداية الأزمة من المواقف القوية المحترمة، وازداد قوة ووضوحا بعد زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون إلى القاهرة، والجديد هو انضمام بريطانيا وكندا إلى الاتجاه نفسه المعارض بقوة للأفعال المشينة الإسرائيلية، والرافضة لممارسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
بريطانيا وكندا كانتا من الساحات الخلفية للنفوذ الأمريكى، وها هما ينسحبان من تلك الساحة ويتصدران الانتفاضة الأوروبية والغربية ضد الأساليب النازية الإسرائيلية.
لو تحركت أوروبا فعلا، ونفذت العقوبات ضد إسرائيل وقادتها، وجيشها المعتدى، فالأمر المؤكد أن أمورا كثيرة سوف تتغير، وأتمنى ألا يتأخر هذا التحرك، لأن نفاد الوقت معناه الانتظار لحين استكمال الإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطينى.
التعليقات