المؤكد أن الأوضاع فى المنطقة الآن هى الأكثر تعقيدا منذ فترة طويلة، ولأول مرة منذ فترة طويلة تنفجر الأوضاع بشكل حاد على الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة المحيطة بالدولة المصرية.
الأوضاع فى غزة فى أسوأ أحوالها منذ حرب يونيو 1967 بعد العدوان الإسرائيلى عليها منذ نحو 20 شهرا حتى الآن، وخلال تلك الفترة رفضت مصر بقوة وصلابة كل الضغوط عليها من أجل تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية.
رفضت مصر الإغراءات والضغوط معا.. رفضت الإغراءات حينما حاولوا فتح مغارات «على بابا» لها والاغراءات الخاصة بالتنازل عن الديون، ودفع المليارات الإضافية إلى جوار ذلك.
مصر رفضت أيضا التلويح بالضغوط الاقتصادية المعاكسة استغلالا للأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية.
أصرت مصر على السير بقوة ووضوح فى نهجها الراعى إلى السلام، والرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين قسرا وطوعا.
مصر أول دولة اختارت السلام، لكنه السلام العادل القائم على استرداد كل شبر من الأراضى المصرية المحتلة، حتى عادت سيناء كاملة غير منقوصة بما فيها طابا التى عادت بالتحكيم الدولي.
فى الجنوب ظهرت الأزمة الداخلية السودانية منذ أكثر من عامين حتى الآن لتختار مصر طريقها بوضوح فى الحفاظ على وحدة الأراضى السودانية، ودعم المؤسسات الوطنية السودانية فى مسار شائك رغم كل التحديات الداخلية السودانية، أو تلك التحديات الإقليمية المعقدة والصعبة.
أما ليبيا فلاتزال أزمتها ساخنة، وكان آخر مظاهرها ما حدث فى الأيام القليلة الماضية، حينما تدهورت العلاقة بين الميليشيات فى طرابلس العاصمة، مما أدى إلى اغتيال رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسى الليبى، وإندلاع الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المسلحة.
رغم كل ذلك فإن مصر تسير على خط النار الشائك بثبات وثقة بطريقة تستحق الاشادة والتقدير فى تلك الظروف الملتبسة والمعقدة.
التعليقات