أعطنى حريتى .. أطلق يدىَّ

أعطنى حريتى .. أطلق يدىَّ

عبدالمحسن سلامة

«أعطنى حريتى .. أطلق يدىَّ .. إننى أعطيت ما استبقيت شيئا».. تلك أبيات من قصيدة «الأطلال» إحدى روائع أم كلثوم التى وجهتها للكاتب الكبير وأسطورة الصحافة المصرية مصطفى أمين وهو فى محبسه.

حكى مصطفى أمين قصة هذه الأبيات فى كتاب «مسائل شخصية»، وكيف استدعاه طبيب السجن د.عبدالقادر إسماعيل ليخبره بأن أم كلثوم سوف تغنى قصيدة بها أبيات تخصه.

قرأت القصة كاملة بالأمس فى صفحة «كنوز» التى يكتبها الكاتب الصحفى القدير عاطف النمر وهى من الصفحات التى أحرص على متابعتها وقراءتها صباح كل يوم خميس فى صحيفة الأخبار.

منذ عدة أيام كنت أتحدث مع الزميلة الأستاذة صفية مصطفى أمين عضو الهيئة الوطنية للإعلام والصحفية المتميزة بدار أخبار اليوم عن ظروف سجن الكاتب الكبير ظلما والزج به خلف القضبان.

أرسلت لى على الفور كتاب «مصطفى أمين» للكاتب القدير أحمد عطية صالح، والتى شاركت فيه بتقديم الوثائق والصور والمعلومات الدقيقة حول مسيرة الراحل العظيم مصطفى أمين.

فى الباب الثالث «الحقيقة الغائبة»، رصد المؤلف كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتلك الواقعة وحكى فيها كل الأسرار والملابسات والصراع بين هيكل ومصطفى أمين، وكيف أنتهى الأمر بالزج به إلى السجن.

مصطفى أمين عملاق فى شارع صاحبة الجلالة، وقصته تظل ملهمة لكل أبناء صاحبة الجلالة خاصة جيل الشباب، فالطريق إلى المجد ليس صدفة، أو ضربة حظ، وإنما هو عمل جاد، وجهد حقيقي، ومعاناة.

فى 13 أبريل عام 1997 أى منذ 28 عاما رحل عملاق دار أخبار اليوم عن عمر يناهز 83 عاما، وترك خلفه فراغا ضخما يصعب تعويضه.

لم يكن مصطفى أمين عملاقا صحفيا فقط لكنه كان صاحب بصمة إنسانية هائلة، وأسس باب «ليلة القدر» والذى تحول إلى مؤسسة خيرية كبرى تنبض بالعطاء، وتسهم فى تخفيف معاناة الكثيرين من أصحاب الحاجات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات