أعتقد أن قرارات ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية على معظم دول العالم تأتى فى إطار شخصية ترامب «الانفعالية» مثلها فى ذلك مثل العديد من قراراته السياسية الداخلية والعالمية المثيرة للجدل.
ترامب قرر فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم بحد أدنى 10% وأقصى 41% ردا على فرض هذه الدول رسوما على البضائع الأمريكية، وهو بهذا - بحسب وجهة نظره - يستهدف علاج الخلل التجارى وتحصيل ما يقرب من 700 مليار دولار رسوما مستحقة على البضائع الواردة لبلاده.
منذ تلك القرارات التى اعتبرها ترامب يوما لتحرير أمريكا من الاستغلال التجارى لمصلحة الدول الأخري، والاقتصاد العالمى على صفيح ساخن، حيث قامت الصين فورا وردا على قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية تبلغ نحو 34% على الواردات الأمريكية، وأعتقد أن معظم الدول الأخرى سوف تحذو حذو الصين فى قراراتها المقبلة.
فى اعتقادى أن مشكلة قرارات ترامب أنها تخالف التوجهات الاقتصادية الأمريكية على مدى عقود طويلة حيث تتبنى أمريكا فكرة فتح الأسواق التجارية العالمية، وترفض الإجراءات الحمائية، وتندد بتلك الدول التى تفرض الإجراءات الحمائية.
أمريكا الآن هى التى تفرض الإجراءات الحمائية فى مخالفة صارخة لمبادئ أمريكا الاقتصادية، والخطورة الأكبر فى تصورى تكمن فى الانعكاس السلبى على الأسواق الأمريكية، وما يستتبعه من ارتفاع فى نسب التضخم، وارتفاع الأسعار على المواطن الأمريكى بعد فرض الرسوم الجمركية.
عودة الإجراءات الحمائية والرسوم الجمركية تعنى ببساطة ارتفاع أسعار السلع المقدمة للمواطن الأمريكى بشكل مباشر فى المدى القصير على الأقل، وهو الأمر الذى سوف تكون له تأثيراته السلبية على شعبية الرئيس الأمريكى خلال المرحلة المقبلة بالضرورة.
التعليقات