كاد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، أن يبكي وهو يعلن تفشي المجاعة في غزة رسميا بعيدا عن التكهنات والتوقعات الفردية أو الخاصة، وذلك في تقرير رسمي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في غزة أعدته الأمم المتحدة بالتنسيق بين منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو».
أكد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي أن محافظة غزة «مدينة غزة» التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة تشهد مجاعة حقيقية وكاملة، وأن هناك 514 ألف مواطن يتعرضون لمخاطر الموت جوعا.
توقع التقرير أن تمتد المجاعة وتنتشر في باقي قطاع غزة بحلول نهاية شهر سبتمبر المقبل.
فليتشر أوضح أن المجاعة بفعل إسرائيل، وتجنبها كان ممكنا، لكن إسرائيل قامت بعرقلة كل محاولات الإنقاذ، وأنها قامت بتفكيك نظم توزيع المساعدات، لتكون مجاعة قطاع غزة هي المجاعة الأولي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المجاعة في غزة عار جماعي علي جبين البشرية، وعلي العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان.
تقرير الأمم المتحدة ليس تقريرا خاصا لمنظمة إنسانية أو حقوقية، وإنما هو تقرير أممي صادر عن الأمم المتحدة، بما يؤكد جريمة الإبادة الجماعية مع سبق الإصرار والترصد التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ انطلاق حربها المجنونة في القطاع منذ نحو 22 شهرا حتي الآن.
خطة ممنهجة تنفذها إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة في أبشع مذبحة بشرية في التاريخ المعاصر، حيث قامت إسرائيل بحصار القطاع ومنع وصول المساعدات إليه منذ اندلاع الحرب، وكذلك تفكيك نظم المساعدات الأممية، وطرد الأونرو، واستهداف المتعاونين في إيصال وتوزيع المساعدات، مما أوجد حالة من الفوضي، وتجفيف كل منابع وموارد المساعدات إلا قليلا.
ولأن المقدمات لابد أن تؤدي إلي نتائج، فقد أدت كل هذه الخطوات الممنهجة من النازيين الجدد في إسرائيل إلي تلك الحالة، وبدأت رائحة وأعراض المجاعة تفوح وتنتشر، وتؤكد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني.
أعتقد أنه من الضروري أن تكون هناك وقفة عربية ودولية سريعة وعاجلة للضغط بأقصي ما يمكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل إبادة كل سكان قطاع غزة.
التعليقات