«قرابين» بن غفير

«قرابين» بن غفير

عبدالمحسن سلامة

عودة «بن غفير» إلى الحكومة الإسرائيلية أسهمت فى «فك شفرة» العدوان على غزة، وأكدت أن ما حدث من سفك دماء وقتل للأطفال والنساء ما هو إلا قرابين من أجل مصاص الدماء «بن غفير» لكى يعود إلى الحكومة الإرهابية الإسرائيلية.

نيتانياهو يهرب من أزمات الداخل بسفك المزيد من الدماء، والمؤكد أن الحرب على غزة، والحروب فى المنطقة لن تنتهى أو تتوقف طالما استمر نيتانياهو فى رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

انسحب بن غفير فى يناير الماضى من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على وقف الحرب فى غزة وتوقيع اتفاقية الهدنة، لكنه عاد مرة أخرى بمجرد تجدد الحرب على غزة.

المشكلة الآن تكمن فى ترامب الذى كان يتشدق بنجاحه فى إبرام صفقة وقف إطلاق النار فى غزة، لكنه الآن ينحاز بشكل غير مسبوق إلى نيتانياهو وأفكاره الإرهابية المتطرفة.

أقنع نيتانياهو الإدارة الأمريكية باستخدام القوة ضد الفلسطينيين واعتبارها أداة ضغط عليهم، لتقديم مزيد من التنازلات، وكان يجب على الإدارة الأمريكية الضغط عليه لكى يحترم ما تم التوقيع عليه، خاصة أن الاتفاقية كانت بضمانة أمريكية.

الآن بدأ فصل جديد فى مأساة حرب غزة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين كيف يمكن الخروج من تلك المأساة الكارثية المزعجة.

العالم كله فى اتجاه، وأمريكا وإسرائيل فى اتجاه آخر، والضحية الشعب الفلسطينى الذى ينزف بغزارة يوميا، ويعانى الجوع والعطش والحصار فى أسوأ مشاهد بشرية فى العصر الحديث.

بعد استئناف الحرب على غزة خرج نيتانياهو ليؤكد أن إسرائيل مصرة على تغيير خريطة الشرق الأوسط، وأن البداية لتغيير هذه الخريطة من غزة.

المشكلة أن العالم العربى لايزال غائبا عن تلك المؤامرة، ومازال يراوح مكانه حتى الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات