لجنة إدارة غزة

لجنة إدارة غزة

عبدالمحسن سلامة

نجحت مصر فى كسر الدائرة الجهنمية المثارة حول اليوم التالى للحرب فى غزة، حيث تصر أمريكا وإسرائيل على عدم استمرار حكم حماس لقطاع غزة فى فترة ما بعد الحرب، فى حين كانت حماس تتمسك بمواقفها الرافضة للتنازل عن حكم قطاع غزة.

وافقت حماس على المقترح المصرى بتشكيل «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة لحين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني، وهو المقترح الذى وافقت عليه السلطة الوطنية الفلسطينية أيضا.

المقترح يتضمن تشكيل لجنة محايدة من أبناء قطاع غزة لإدارة شئون القطاع خلال فترة ما بعد الحرب على غزة، ولحين استكمال الترتيبات النهائية للأوضاع الفلسطينية تحت مظلة واحدة.

ميزة المقترح المصرى أنه جاء بعد الخطة المصرية التى تبنتها القمة العربية لإعادة إعمار غزة بعيدا عن التهجير الفسرى والطوعي.

على الجانب الآخر، فقد حدثت مفاجأة ضخمة بعد الإعلان عن إجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحركة حماس لأول مرة منذ فترة طويلة، مما يعكس حجم المتغيرات السريعة التى تموج بها المنطقة حاليا فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس ترامب.

المحادثات جرت بشكل مباشر بين آدم بويلر مبعوث ترامب لشئون الأسري، ووفد من حركة حماس، ومن الواضح أنه سوف يتم الإعلان عن خطوات جديدة تتعلق بالمرحلة الثانية أو صفقة جديدة، وحتى الآن لم تتضح الخطوط النهائية لتلك المحادثات، وإلى أين وصلت؟.

هناك استياء إسرائيلى من المحادثات الأمريكية المباشرة مع حماس، وربما تكون هذه المحادثات فرصة للمقاومة الفلسطينية فى ردم الهوة بينها وبين الإدارة الأمريكية.

على الجانب الآخر، فقد تكون هذه المحادثات بمثابة «فخ» يتم بموجبه تحرير كامل الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين دون ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة بحسب اتفاقية وقف إطلاق النار التى تم الانتهاء من مرحلتها الأولي، وتماطل إسرائيل فى تنفيذ استحقاقات مرحلتيها الثانية والثالثة.

أعتقد أن الأيام القليلة المقبلة سوف تكشف عن مفاجآت جديدة، لكن لا أحد يعلم هل هى مفاجآت سارة أم غير ذلك!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات