ماراثون إرضاء إسرائيل

ماراثون إرضاء إسرائيل

عبدالمحسن سلامة

أسس الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن لمرحلة خطيرة من العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية القائمة على إرضاء إسرائيل بشكل كامل وغير مسبوق.

فعل بايدن الممكن وغير الممكن فى مساعدة العدو الإسرائيلى، وقام بزيارة إسرائيل واجتمع بمجلس الوزراء، وأعلن تأييده الكامل لإسرائيل، وأكد أنه صهيونى، وأنه لو لم توجد إسرائيل لكان من الضرورى إيجادها.

كانت هذه هى لغة بايدن، وأفعاله، لكنه على الجانب الآخر كان يكتفى بالكلام المعسول حول الشعب الفلسطينى.

بعد 15 شهرا من التدمير والتخريب فى غزة، فى حرب إبادة غير مسبوقة، جاء ترامب إلى الحكم فى أمريكا، ليدخل ماراثون إرضاء إسرائيل هو الآخر.

يريد ترامب أن يفعل مالم يفعله بايدن، وكأنه فى ماراثون حقيقى لإرضاء إسرائيل.

ترامب تجاوز كل الخطوط، فهو يعمل على ابتلاع الأرض الفلسطينية كاملة، كما فعل فى دورته السابقة مع القدس الشرقية، حينما قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

صحيح أن الكونجرس الأمريكى كان قد أصدر قرارا بذلك قبل ولاية ترامب، لكنه كان قرارا معطلا، وقام ترامب بتفعيله.

الآن ترامب يريد أن يقوم بتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم فى غزة لابتلاع غزة، وجعلها تحت السيادة الأمريكية، تمهيدا لإهدائها إلى إسرائيل بعد ذلك.

أخيرا قام وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو بزيارة إسرائيل لتجديد دعم الإدارة الأمريكية للعدو الإسرائيلى، كما فعل بلينكن قبل ذلك والذى كان يقوم بزيارة إسرائيل مرة كل شهر تقريبا فى أكبر عملية خداع وتمويه ضد العرب والفلسطينيين.

الخلاصة أن الموقف الأمريكى ينحاز دائما بشكل فج وخطير إلى إسرائيل، لكن الجديد أنه لم يعد هذا الأمر سرا، والمفروض أن يكون ذلك نقطة بداية لإفاقة عربية تجاه العلاقات العربية - الأمريكية ومستقبلها.

تحتاج أمريكا أن تستشعر الخطر فى علاقاتها مع العرب، ولابد من توصيل ذلك الخطر بشكل عملى وصريح من الجانب العربى قبل أن تتفاقم الأحداث وتشتعل المنطقة من جديد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات