هل خرج العرب من التاريخ؟ سؤال مهم فى توقيت شديد الحساسية يجيب عنه الكاتب والصديق الأستاذ جمال الكشكى فى كتابه المهم «فى قلب اللحظة»، مؤكدا أن العرب لم يخرجوا من التاريخ رافضا اليأس والإستسلام، مشيرا إلى أن لكل بداية نهاية، وأن فلسطين تنزف منذ ثمانية عقود، واشتد نزيفها منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تتعرض للإبادة وطمس قضيتها من قبل المتطرفين الإسرائيليين، مع وجود مجلس أمن دولى عاجز، وقوى دولية ترعى المعتدى، وقوى أخرى ترعى استمرار هذا النزيف.

يغوص الكاتب جمال الكشكى فى أعماق اللحظة الحالية التى هى ربما تكون من أسوأ اللحظات التى مر بها عالمنا العربى منذ ثمانية عقود، حيث مرت مياه كثيرة طوال تلك الفترة على العالم العربى بدءا من قيام الحقبة الأولى من الثورات فى الخمسينيات والستينيات وظهور أحلام كبرى، وانتهاء بسقوط بعض الأنظمة مثلما حدث فى السودان وليبيا الملاصقتين للدولة المصرية جنوبا وغربا.

برشاقة وفهم عميق يحلل الكاتب التيارات السياسية الأممية والإقليمية المؤثرة على الإقليم، محاولا إيضاح الدور الأمريكى المترامى على المسرح الدولى، وكاشفا للكثير من علامات الاستفهام المتعلقة بالحرب الأوكرانية ــ الروسية، لكنه يتوقف طويلا عند القضية الفلسطينية بتعقيداتها الدولية وانفجاراتها الإقليمية، بالإضافة إلى ما حدث فى لبنان، والذى واجه أكبر محنة فى تاريخه الحديث نتيجة العدوان الإسرائيلى المتجدد عليه.

وسط كل هذه التشابكات يظهر الموقف المصرى بوضوح باعتباره حجر الزاوية فى كل ما يجرى فى الاقليم، وقدرة الدولة المصرية على إعادة هندسة الإقليم.

يبقى السؤال، هل من الممكن العودة العربية مرة أخرى؟!

يؤكد الكاتب أن الشمس العربية ستشرق حتما فى الإقليم العربى، متوقعا عودة العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، ومنطقة القرن الإفريقى، رغم أن ذلك قد يبدو بعيدا، إلا أن القدرة على تجاوز الأصعب خلال الفترات الماضية يجعل الأمل ممكنا، وهو ما يوضحه الكتاب الذى جاء متوافقا مع اللحظة التى نعيشها الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام