أتفق تماما مع الكاتب الكبير والصديق العزيز الأستاذ فاروق جويدة فى مطالبته أمس الأول الاثنين، فى مقاله «هوامش حرة»، بضرورة عقد قمة عربية عاجلة للرد ببيان واضح وصريح من القادة العرب جميعا على اقتراح الرئيس ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.
دعوة الأستاذ فاروق جويدة هى دعوة تستحق الإنصات إليها، والتجاوب معها لتوصيل رسالة موحدة من العالم العربى من المحيط إلى الخليج إلى الرئيس الأمريكى ترامب وقادة إسرائيل برفض فكرة التهجير، ودعم موقفى مصر والأردن فى هذا الخصوص.
القمة العربية هى بمثابة غطاء لدولتى مصر والأردن ودعم لمواقفهما من هذه القضية الشائكة والمرفوضة فلسطينيا وعربيا ودوليا.
التحرك الجماعى للدول العربية يعنى التصدى بهدوء وعقلانية للرد العملى على تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب، لأن مصلحة أمريكا مع العالم العربي، وليست مع إسرائيل، والعالم العربى هو خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل، والمصالح الاقتصادية والعسكرية بين أمريكا والعالم العربى أكبر بكثير من المصالح الاقتصادية والعسكرية بين أمريكا وإسرائيل.
حينما اتخذ العالم العربى موقفا موحدا فى حرب أكتوبر، وقرر قطع النفط عن أمريكا والدول المساندة لإسرائيل تغيرت المعادلة، وعادت أمريكا إلى رشدها، وأعادت حساباتها مرة أخرى فى رؤيتها للصراع العربى ــ الإسرائيلى».
نحن لانطالب بتكرار قطع النفط، ولابقطع العلاقات، ولا بقرارات «عنترية» أو «فجائية»، لكن العالم العربى لديه مساحة واسعة فى القدرة على المناورة، خاصة فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والعسكرية بين الدول العربية وأمريكا.
ترامب لايفهم إلا لغة الصفقات والمصالح، والعالم العربى ليس ضعيفا، وإمكاناته وموارده تكفى للقيام بدور مهم فى التوازن العالمى، والمهم التحرك بهدوء وفاعلية، وإحياء المبادرة العربية للسلام من جديد لتكون شاهدا على عقلية العدوان والاحتلال والإبادة الإسرائيلية ورفضها كل فرص السلام العادل والدائم فى المنطقة.
التعليقات