لفت انتباهى أثناء سيرى فى إحدى الطرق كلب يحمل فى فمه مولوده الصغير الميت، ويحفر بإحدى أقدامه فى كومة الرمل مكانا لدفنه.
توقفت بعيداً حتى لا أزعجه لأرى مشهدا غاية فى الرحمة والرقى من الكلب, حتى أتم عملية دفن مولوده وهال عليه بعض الرمال.
يحدث هذا فى وقت يترك فيه الجيش النازى الإسرائيلى الشهداء من الرجال والأطفال الفلسطينيين فى عرض الطرق تنهشهم الكلاب الضالة، فى مناظر شديدة البشاعة والقسوة.
حكى لنا القرآن قصة الغراب الذى علم الإنسان كيف يوارى عورة أخيه، وها هى الكلاب تقدم أروع الأمثلة فى الرحمة، وللأسف الشديد فإن جنود العدو الإسرائيلى لاينتمون إلى أى فصيلة إنسانية أو حتى حيوانية، لأنهم أصبحوا لايشبعون من الدماء.
البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ندد بما يحدث من قتل للأطفال دون رحمة أو إنسانية فى غزة قائلاً إن تعرض الأطفال للقصف والموت ليس حرباً وإنما قسوة، مشيراً إلى أن ذلك يمس قلبه.
لا يكاد يمر يوم أو ربما ساعة دون وقوع ضحايا جدد فى أشرس حرب غير متكافئة بين جيش إرهابى مدعوم من أكبر قوة عسكرية فى العالم وبين مواطنين أبرياء محاصرين منذ نحو 15 شهراً.
الأخطر فى هذه الحرب استخدام كل أشكال الحروب القذرة، وحروب الإبادة الجماعية، واستخدام التجويع كسلاح من أسلحة هذه الحرب القذرة.
وصلت الدموية والسادية لدى جنود جيش العدو الإسرائيلى إلى مراحل غير مسبوقة، حينما يتركون جثث الضحايا فى الشوارع، ويمنعون وصول طواقم الإنقاذ والإسعاف إليها، ويطلقون النار على كل من يحاول الاقتراب منها لحملها ودفنها بشكل إنسانى كريم، كما تفعل الكلاب والقطط والغربان وغيرها من الحيوانات مع ذويها من الأموات.
للأسف الشديد كل يوم يتأكد العالم أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى هم مجموعة من العصابات الدموية القاتلة التى تستبيح كل الحرمات، وليس لديها حدود فى الكراهية والإرهاب.
التعليقات