المركب والفقر

المركب والفقر

عبدالمحسن سلامة

هناك مثل صينى قديم شهير يقول «لا تعطنى سمكة، بل علمنى كيف أصطاد» لأن السمكة تكفى وجبة واحدة، لكن تعليم الصيد يكفى الفرد أن يعيش مستوراً ومنتجاً مدى الحياة.

تذكرت هذا المثل الصينى القديم، وانا أتابع ماحدث مؤخراً حينما تم تسليم 24 مركبا ومعدات صيد حديثة إلى 24 أسرة فى قرية الشبيكة بكوم أمبو بأسوان ضمن مبادرة «مراكب الرزق» فى إطار جهود دعم الصيادين المحليين الذين كانوا يعانون تهالك مراكبهم.

أتمنى أن يتم التوسع فى هذه النوعية من المبادرات سواء من خلال الجمعيات الخيرية، أو حتى من خلال الأفراد القادرين الساعين إلى الخير فى كل الأماكن والمحافظات.

هناك نماذج لقرى فى الدقهلية، وبعض المناطق الأخرى نجحت فى تبنى تلك النوعية من المبادرات، وأصبحت الآن قرى خالية من الفقر.

الإعانات العاجلة المتمثلة فى الاعانات النقدية أو السلعية رائعة وعظيمة، ولكن الأروع والأعظم منها هو انتشال الأفراد والأسر من الفقر من خلال مشروع دائم ومنتظم على غرار ماحدث فى كوم أمبو بمحافظة أسوان.

الآن الظروف الاقتصادية صعبة مما يستوجب التكاتف والتراحم بين أبناء الوطن الواحد، والشعب المصرى بطبيعته محب للخير، ويعطى بسخاء فى مجال الأعمال التطوعية، والخيرية، والتبرعات بكل أشكالها.

فقط الأمر يحتاج إلى تطوير مفاهيم الأعمال الخيرية وتبنى فكرة المشروع الدائم لانتشال طبقات معدومى الدخل بإقامة مشروع دائم سواء أكان ذلك مركب صيد أو كشكا، أو ماكينات خياطة، أو أى مشروع آخر يتلاءم مع الشخص ذاته وظروفه واهتماماته.

أعتقد أن التحالف الوطنى مهيأ لقيادة هذه الفكرة من خلال مقار وزارة التضامن المنتشرة فى كل محافظات الجمهورية بحيث تكون هناك قوائم لمعدومى الدخل، ثم يتم التنسيق بين التحالف والجمعيات الخيرية المنتشرة فى تلك المناطق، وفتح الباب أمام نظام جديد لجذب الأفراد القادرين، على غرار كفالة الأيتام ولكن هذه المرة هى كفالة لمرة واحدة لإنقاذ فرد أو أسرة بتوفير دخل مستدام يتحول من خلاله هذا المواطن إلى صاحب مصدر دخل دائم بعد ان كان معدوم الدخل.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات