قلعة موت!

أتفق تماما على وصف الزميل الأستاذ فاروق جويدة فى عموده (هوامش حرة) يوم الأحد الماضى بـ «الأهرام» من أن إسرائيل أصبحت (قلعة من قلاع الموت)، ولن تكون أبدا ساحة لسلام عادل يعيد للشعب الفلسطينى الأرض والوطن والسلام.

المشكلة فعلا كما قال إن أنصار التطبيع يتوهمون أنه يمكن أن تقتنع إسرائيل بالسلام ويروجون أنها تسعى لأن تكون دولة ضمن دول الشرق الأوسط تعيش فى حدودها، وتعطى للشعب الفلسطينى حقه، وأنها مستعدة لأن تقيم سلاما دائما وعادلا مع كل جيرانها.

الحقيقة المرة التى لابد أن يتنبه الجميع لها هى أن إسرائيل فعلا قلعة من قلاع الموت والكراهية والدم والعنصرية، وأنها لايمكن أن تعيش فى سلام، لأنها لاتؤمن بالسلام، وأنها دولة تقوم على عقيدة العدوان والاعتداء على حقوق الآخرين، واحتقارهم، وهى نفس الأفكار النازية التى عاناها الشعب اليهودي، لكنهم تحولوا إلى شعب أكثر نازية ودموية من النازيين القدامي، وقدموا أسوأ نموذج للبربرية أو النازية، والفاشستية فى العصر الحديث.

حينما ترى الأطفال والنساء فى غزة وهم يحملون الأوانى الفارغة بحثا عن «مغرفة» طعام، أو حينما يهيمون على وجوههم بحثا عن بعض من المياه الصالحة للشرب، لا يمكن أبدا أن تغفر لهؤلاء القتلة الذين لايشبعون من الدم والقتل والخراب والتدمير.

جنود العدو الإسرائيلى يرقصون طربا حينما يتم تدمير مبنى على رءوس السكان، ويدخلون المبانى لسرقة محتوياتها، ويقتلون المصابين بالرصاص الحي، ويدمرون المستشفيات، والمدارس، ومحطات المياه، والكهرباء، ويرفضون أن يتركوا طريقا مرصوفا.

لايمكن أن تكون هذه عقلية جنود أسوياء، ولايمكن أن تكون عقيدة الجيش الإسرائيلى عقيدة دفاعية مثل باقى جيوش العالم.

ارتكبوا فى غزة كل الأعمال الوحشية واللاإنسانية ومازالوا يفعلون ذلك كل يوم، وكرروا السيناريو نفسه فى لبنان قبل وقف إطلاق النار أمس.

اضطرت إسرائيل قبول وقف إطلاق النار رغم أنفها فى لبنان بعد ضرب تل أبيب وتغيير المعادلة إلى ضرب تل أبيب مقابل ضرب بيروت.

النازيون الجدد فى إسرائيل لايفهمون إلا لغة القوة، وليت عالمنا العربى يعى ذلك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات