قمة العشرين هى القمة التى تضم أكبر 20 دولة اقتصاديا، وحضرتها مصر تقديرا لدورها المحورى فى الشرق الأوسط وإفريقيا والمنطقة العربية، وقد أطلقت القمة تحالفا عالميا لمكافحة الفقر والجوع، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته فى القمة انضمام مصر إلى هذا التحالف العالمى تأكيدا لدور مصر ومكانتها الاقليمية والدولية، وإيمانا منها بضرورة مواجهة تحديات الفقر والجوع على مستوى العالم.
الرئيس كان واضحا حينما أكد أمام القادة والزعماء الحاضرين للقمة أنه لا يمكن الحديث عن عدم المساواة، وغياب العدالة، دون التطرق إلى الأوضاع المأساوية فى فلسطين ولبنان جراء الحرب الإسرائيلية، مطالبا بالوقف الفورى لتلك المأساة اللاإنسانية، وإنقاذ المدنيين فى فلسطين ولبنان الذين يعانون أوضاعا معيشية كارثية هناك.
كنت أتمنى أن يحذو القادة والزعماء الحاضرون فى تلك القمة حذو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن يكون هناك قرار واضح وملزم من تلك القمة التى حضرها كبار العالم من زعماء وقيادات أمريكا والصين وروسيا وأوروبا واليابان، والقادرين ـ إذا صدقت نياتهم ـ فى وضع حد لتلك المأساة الانسانية فى غزة ولبنان.
سلاح «التجويع» سلاح خطير، وهو أخطر أسلحة الإبادة الجماعية، كما أنه أكثر الأسلحة «قذارة» لإبادة الشعوب، وتهجيرها.
إسرائيل تستخدم سلاح التجويع فى قطاع غزة منذ 13 شهرا حتى الآن، والعالم يكتفى بالتنديد والبيانات، وأمريكا تقوم بدور «الحامي» للنازيين الجدد فى إسرائيل، وتفعل «الممكن» و«غير الممكن» للتغطية على جرائم إسرائيل فى غزة.
يعانى أهل غزة الحصار منذ سنوات طويلة، لكنهم ومنذ اندلاع الحرب فى أكتوبر من العام الماضى يعانون «حصارا مميتا» بكل معنى الكلمة.
على مائدة قمة العشرين تظهر دائما المتناقضات السياسية والاقتصادية الأمريكية، الروسية، الصينية، وبالتالى لايمكن التوصل إلى قرار جماعى متفق عليه باستثناءات قليلة تتعلق بالمصالح المشتركة، أو بتوصيات عمومية «فضفاضة» يصعب تنفيذها على أرض الواقع.
لايمكن الحديث عن مكافحة الجوع والفقر دون الانتباه إلى ما يحدث من «تجويع قاتل» فى غزة منذ 13 شهرا، لتؤكد غزة مرة أخرى افتقاد العالم لانسانيته وجديته وعدالته، طالما استمرت هذه الأوضاع المأساوية فى غزة ولبنان.
التعليقات