سيارة مصرية ولكن!

سيارة مصرية ولكن!

عبدالمحسن سلامة

للأسف تأخرنا كثيرا، لكن أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتى.

بدأنا فى الستينيات، وكانت مصر من الدول المبكرة التى فكرت فى إنتاج السيارات، وظهر أول إنتاج مصرى باسم «رمسيس» ليكون اسما مصريا خالصا لصناعة مصرية، وكانت بداية الإنتاج عام 1960، وتم إيقاف إنتاجها عام 1972.

إيقاف إنتاجها مشكلة مصرية خالصة متكررة وأزمة مستعصية من البعض فى عدم استكمال الطموحات والإستراتيجيات إلا قليلا، ومن هنا فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى يستحق الشكر والثناء على إحياء شركة النصر للسيارات من جديد بعد توقف دام أكثر من 15 عاما.

أعتقد أن إحياء شركة النصر هو باكورة أفكار نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية الفريق كامل الوزير، بعد توليه مسئولية وزارة الصناعة إلى جانب وزارة النقل، وأعتقد أنها خطوة شجاعة تفتح باب الأمل واسعا أمام نهضة قطاع الصناعة فى جميع المجالات، وليس قطاع السيارات فقط.

تخيلوا لو كانت الحكومات المتعاقبة قد اهتمت بالسيارة «رمسيس»، وقامت بتطوير إنتاجها، وتحديثها، وإضافة موديلات جديدة إليها، لكانت صناعة السيارات فى مصر فى منطقة مختلفة تماما الآن، وكان لدينا سيارة مصرية أو أكثر بموديلات مختلفة، لكن ضيق الأفق من بعض القيادات أطاح بصناعة السيارات، وكانت البداية الإطاحة بالسيارة «رمسيس»، ثم الإطاحة بالسيارة نصر، وهكذا حتى أغلقت شركة النصر أبوابها قبل أكثر من 15 عاما.

الآن عادت شركة النصر إلى الحياة من جديد، والأهم من عودتها، أن تكون لدى وزارة الصناعة رؤية وإستراتيجية للوصول إلى حلم إنتاج سيارة مصرية خالصة فى إطار خطة زمنية محددة.

بدأنا صناعة السيارات قبل كوريا، التى تمتلك الآن صناعة سيارات هائلة ومتطورة، وكذلك قبل ماليزيا، وغيرهما من الكثير من دول العالم، لكنهم الآن سبقونا، وأصبحنا نستورد منهم ومن غيرهم السيارات بدلا من أن نقوم بتصدير السيارات إلى إفريقيا والعالم العربى، ودول العالم المختلفة.

ربما تكون الحفاوة الشديدة التى صاحبت أخبار عودة النصر للسيارات إلى الحياة مرة أخرى مؤشرًا مهمًّا على وعى المواطن، والتعطش الشديد إلى إحياء صناعة السيارات الوطنية ليتحقق حلم السيارة الوطنية، الذى تأخر طويلا بسبب «حماقات» و«سوء حسابات» لا مبرر لها.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات