فى شوارع أمستردام

فى شوارع أمستردام

عبدالمحسن سلامة

ما حدث فى شوارع أمستردام مساء الخميس الماضى، درس مهم لرئيس الوزراء نيتانياهو وحكومته المتطرفة، ويؤكد أن إسرائيل «باتت» دولة منبوذة إقليميا وعالميا، وامتد هذا الأمر إلى الدول الأوروبية، نتيجة المجازر الإسرائيلية فى غزة ولبنان، والتى راح ضحيتها أكثر من 150 ألف قتيل ومصاب حتى الآن.

أشعل نيتانياهو وحكومته المتطرفة التطرف والإرهاب داخل المجتمع الإسرائيلي، مما أدى إلى اتساع رقعة «المتطرفين والمهووسين» فى قطاعات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي.

انتقل فيروس الإرهاب والتطرف إلى مشجعى كرة القدم الإسرائيلية، وأصبح هناك مجموعات إرهابية متطرفة تصاحب الفرق الإسرائيلية خاصة حينما تكون اللقاءات داخل إسرائيل مع فرق عربية أو خارج إسرائيل مع الفرق الأجنبية، كما حدث فى لقاء فريق «مكابى تل أبيب»، وفريق «أياكس الهولندى».

بدأت المناوشات فى أثناء المباراة، حينما رفع، بعض المؤيدين لفريق «أياكس الهولندي»، شعار «الحرية لفلسطين»، فقامت قيامة الإرهابيين الإسرائيليين، ورددوا هتافات معادية لفلسطين والعرب جميعا.

بعد انتهاء المباراة، هتفت تلك المجموعات الإرهابية الإسرائيلية هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين فى شوارع أمستردام، وقاموا بخطف الأعلام الفلسطينية الموجودة فى شرفات بعض المنازل هناك وأحرقوها، مما أدى إلى قيام مجموعات من المشجعين الهولنديين لفريق «أياكس» وبعض الأفراد من ذوى الأصول العربية بالاشتباك مع المجموعات الإرهابية الإسرائيلية مما أدى إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين.

مشكلة قادة إسرائيل أنهم لا يفهمون، ولا يريدون أن يفهموا، وأتمنى لو أن درس أمستردام نجح فى إفاقتهم من الغيبوبة التى يعيشون فيها، لأن التطرف والإرهاب والقتل والدمار لن تجلب السلام للإسرائيليين داخل أو خارج إسرائيل.

السلام، والأمن، والاستقرار، لن تتحقق إلا بالعدل والمساواة، وإقرار الحق المشروع للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية شاءت إسرائيل أو أبت.

قد تطول المعاناة، وقد تزداد قسوة، ولكن فى النهاية سوف تسقط كل أوهام قادة إسرائيل، وما حدث فى أمستردام يؤكد أن إسرائيل عليها أن تختار بين السلام والعيش فى أمان، وبين الحروب والخراب والدمار وما تفعله الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات