سألنى أحد المتابعين للشأن العام الإقليمى والدولى قائلا: هل سمعت عن اتفاقية الكربون التى أطلقها الاتحاد الأوروبى فى العام الماضي؟
قلت: تقصد آلية تعديل حدود الكربون «CBAM» فى الاتحاد الأوروبى، والتى بموجبها سيتم فرض رسوم انبعاثات على ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج سلع معينة مثل إنتاج الصلب والأسمنت وبعض السلع الأخرى من أجل تطبيق سياسة مناخية أكثر صرامة على الدول غير الأعضاء فيه.
قال: للأسف الشديد يتحرك الاتحاد الأوروبى بقوة لتطبيق معايير مناخية صارمة على الصناعة والزراعة، ولكن أين هو مما تفعله إسرائيل وحجم الأضرار القاتلة التى لحقت بالبيئة فى المنطقة جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي؟
قلت: معك حق أكيد، وهذا للأسف بُعد غائب عن الكثيرين، حيث تعتبر إسرائيل الآن أكبر مصدر للتلوث البيئى فى العالم، بعد أن دمرت قطاع غزة بالكامل، وكذلك تفعل الآن فى جنوب لبنان.
قال: أين هى مراكز الأبحاث البيئية والفكرية الإقليمية والعالمية لتضع النقاط على الحروف فى حجم الضرر البيئى الذى لحق بالبيئة العالمية والإقليمية جراء إلقاء آلاف وربما ملايين الأطنان من القنابل، وكذلك تدمير البيئة بشكل كلى وتام فى قطاع غزة، وارتفاع معدلات التلوث به إلى أعلى المعدلات العالمية بحيث إنه لم يعد صالحا للحياة، وهى تكرر الجريمة نفسها الآن فى جنوب لبنان؟
قلت: سؤالك مهم للغاية، وأتمنى لو تحركت الأجهزة البحثية البيئية والفكرية على الفور الآن داخل الإقليم وخارجه لرصد حجم التلوث البيئى القاتل الناتج عن العدوان الإسرائيلى، وتأثيراته المتوقعة على دول الإقليم ككل، وكذلك دول الاتحاد الأوروبى، باعتبارها دول جوار قريبة.
أعتقد أن إسرائيل أضرت بالبيئة بشكل خطير ودرامى، وربما يتصاعد هذا الضرر إذا استمرت إسرائيل فى عدوانها، وامتد هذا العدوان إلى منشآت نفطية أو نووية خلال المرحلة المقبلة، وتلك هى المأساة الكبري.
التعليقات