لماذا كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى قام بها إلى العاصمة الإريترية، زيارة مهمة جدا؟!
قبل الإجابة عن السؤال عليك أن تنظر عزيزى القارئ إلى الخريطة لتجد أن إريتريا والصومال والسودان تمثل البعد الإستراتيجى الجنوبى للدولة المصرية، وبالتالى ليست هناك علاقة مباشرة لتلك الزيارة بأسباب معينة مستحدثة مثل قضية السد الإثيوبى فقط.
المؤكد أن مياه النيل هى قضية وجودية للدولة المصرية على مر التاريخ، لأنه لا يوجد مصدر آخر للمياه العذبة فى مصر سوى نهر النيل، ومصر من الدول الأكثر جفافا على مستوى العالم، وطوال تاريخها القديم والحديث تعتمد على مياه النيل، ومنذ قديم الأزل ارتبطت مصر بالنيل، وجاء المؤرخ الإغريقى اليونانى هيرودوت ليؤكد ذلك حينما قال: «إن مصر هبة النيل».
هيرودوت نقل هذه الجملة من مؤرخ عصر بطليموس الأول «هيكاتا الميليتي» صاحب مقولة «مصر منحة النيل».
هكذا كان نهر النيل على مر التاريخ هو بمثابة «الحبل السري» للحضارة المصرية القديمة والحديثة، وارتبط بمصر وارتبطت به مصر على مر تاريخها.
من هنا تأتى أهمية البعد الإستراتيجى الجنوبى للدولة المصرية، وتأتى كذلك أهمية الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة الإريترية يوم الخميس الماضي، والتقى فيها الرئيس الإريترى أسياس أفورقي، والرئيس الصومالى حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية.
الاجتماع جاء لمواجهة التحديات المشتركة للدول الثلاث، وتأكيدا للرغبة فى الاستفادة من قدرات الدول الثلاث لتعظيم فرص تحقيق التنمية والازدهار لشعوب الدول الثلاث.
للأسف هناك محاولات خبيثة لزعزعة استقرار دول المنطقة، خاصة فى دولة الصومال الشقيقة التى تواجه تحديات ضخمة فى الحفاظ على وحدتها وسيادتها واستقلالها من جانب بعض الدول المثيرة للقلاقل والاضطرابات فى المنطقة، ومن هنا جاء الاتفاق الثلاثى على دعم وحدة واستقلال الصومال فى مواجهة الأطماع الخارجية، وكذلك توافق الزعماء الثلاثة على رؤية مشتركة للأوضاع فى السودان والاتفاق على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار هناك.
المؤكد أن قمة أسمرة بين الزعماء الثلاثة جاءت فى توقيتها الصحيح، ومكانها المناسب لتكون رسالة مهمة إلى من يهمه الأمر داخل وخارج الإقليم.
التعليقات