وقت الشدائد والمحن

وقت الشدائد والمحن

عبدالمحسن سلامة

انتصار الجيش المصرى العظيم فى أكتوبر 1973 هو الانتصار العربى الناصع والمجيد فى العصر الحديث، وهو الانتصار الذى أنهى أسطورة الجيش الذى لايقهر، وأدى إلى تغيير الكثير من الإستراتيجيات العسكرية العالمية حتى الآن.

خلال 6 سنوات فقط نجح الجيش المصرى فى عبور الهزيمة إلى الانتصار الساحق بعد أن اجتاز كل الموانع الطبيعية والسياسية والاقتصادية العالمية والاقليمية والمحلية، ليخرج منتصرا مرفوع الرأس والهامة وينهى أساطير وأكاذيب إسرائيلية كثيرة حول الجيش الإسرائيلى الذى لايقهر .

كان هناك مانع مائى ضخم هو قناة السويس، وكان هناك مانع صناعى لا يقل ضخامة عن القناة هو خط بارليف، وكان هناك مانع عسكرى وتكنولوجى ثالث يتمثل فى الدعم الأمريكى غير المحدود لجيش الاحتلال الصهيونى، ورغم كل ذلك قفز الجيش المصرى العظيم فوق كل هذه الموانع ليعيد ملاحم الدولة المصرية فى كسر أشرس الأعداء وهزيمتهم على مر التاريخ.

فعلتها مصر قبل ذلك حينما نجح صلاح الدين عام 1187 ميلادية بعد أن خرج بجيشه من مصر وعبر نهر الأردن ودخل مدينة القدس منتصرا بعد هزيمة الصليبيين.

بعد ذلك بنحو 73 عاما وبالتحديد عام 1260 ميلادية فعلتها مصر مرة ثانية مع أشرس الجيوش وأسوئها على الإطلاق حينما نجح سيف الدين قطز فى تأسيس جيش قوى فى مصر وخرج من منطقة الصالحية بالشرقية حتى وصل إلى عين جالوت وسحق جيش التتار بعد أن عاث فسادا بالمنطقة حتى تمت إبادتهم وانتهت اسطورتهم إلى الأبد فى موقعة عين جالوت.

وهكذا كانت معركة أكتوبر المجيدة حلقة من حلقات سلسلة انتصارات مصر القوية القادرة على النهوض وسط الأزمات والصعاب لتضع النقاط على الحروف وتعيد ترتيب المشهد بحكمة وقوة واقتدار وتنهى كل الأساطير الكاذبة.

بعد هزيمة 1967 والمؤامرة الكبرى من أمريكا والغرب التى لعبت فيها إسرائيل مخلب القط كما تفعل الآن، نجح الجيش المصرى فى استعادة لياقته وبناء قدراته رغم كل التحديات والظروف، وسط دعم عربى غير محدود، حتى كان الموعد فى السادس من أكتوبر 1973 ليقول الجندى المصرى كلمته، وينهى الأكاذيب والأساطير والخرافات ويضع النقاط على الحروف، كما يفعل دائما وقت الشدائد والمحن عبر التاريخ.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات