الفلاحون النبلاء

الفلاحون النبلاء

عبدالمحسن سلامة

وسط احتفالات عيد الفلاح واحتفاء الكثير من الصحف ووسائل الإعلام بهذا العيد الرمزى، جاء خبر وفاة 7 من العمال الزراعيين، وإصابة 5 آخرين فى محافظة البحيرة أمس أثناء ذهابهم إلى أعمالهم فى المزارع، نتيجة وقوع حادث تصادم بين تروسيكل وسيارة ربع نقل على متنها عدد من العمال الزراعيين بطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوى.

هؤلاء هم «ملح الأرض»، وهم فعلا المكافحون النبلاء، وهم أصحاب «الأيدى الخشنة» التى يحبها الله ورسوله، حيث ورد عن النبى «صلى الله عليه وسلم»، حينما أمسك بيد أحد الصحابة فوجدها خشنة من أثر العمل، فقال «هذه يد يحبها الله ورسوله».الفلاحون فى عيدهم يحتاجون المزيد من الرعاية والاهتمام، لأنهم أحد أعمدة التنمية الاقتصادية المصرية، ويقومون بدور هائل فى توفير الأمن الغذائى لمصر والمصريين، وكذلك دعم الصادرات الزراعية التى أصبحت رقما مهما ومؤثرا فى إجمالى الصادرات المصرية، حيث بلغت صادرات مصر الزراعية خلال 6 أشهر من سبتمبر 2023 إلى نهاية فبراير 2024 نحو 2.23 مليار دولار، مما يعنى ارتفاع قيمة الصادرات الزراعية المصرية إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار سنويا.

هناك ثورة زراعية ضخمة تشهدها مصر منذ بدء ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، نتج عنها نمو هائل فى التوسع الرأسى والأفقى للأراضى الزراعية، والقيام بمشروعات رى حديثة ومتطورة لتعويض الفقر المائى المصرى، وندرة موارد مصر المائية.

من المهم الآن أن يكون الفلاح المصرى فى القلب من التنمية البشرية ومن مشروع «ابدأ» الذى تم إطلاقه مؤخرا للاهتمام بالإنسان المصرى، لرفع كفاءة هذه الشريحة المهمة من المجتمع المصرى، وتلبية احتياجاتهم، واستكمال مظلة التأمين الاجتماعى والصحى عليهم.

لفت انتباهى التجاوب السريع من وزير الزراعة، علاء فاروق، مع المتضررين، وهو ما يحسب له وللدولة المصرية، وصرف مساعدات مالية عاجلة لأهالى وأسر العمال الزراعيين، وهى المساعدات التى سوف تكون مكملة لمساعدات وتعويضات الجهات المعنية الأخرى، ولا تتعارض معها، مما يعنى مزيدا من الاهتمام بهذه النوعية من العمالة الزراعية، ليكون ذلك بداية مهمة من وزارة الزراعة بالاهتمام بالعنصر البشرى «الفلاح»، ليكون فى القلب من اهتماماتها الرئيسية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات