في حادثة هزت الأوساط الأمنية في ليبيا، اغتال مسلحون مجهولون مساء الأحد الماضي، آمر الأكاديمية البحرية الليبية عبد الرحمن ميلاد، المعروف بلقب "البيدجا"، بعد استهداف سيارته رمياً بالرصاص في منطقة صياد غرب العاصمة طرابلس.
ويُعد "البيدجا" أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في ليبيا، حيث ارتبط اسمه بتهريب البشر والنفط، مما جعل مقتله يزيد من التوترات الأمنية في مدينة الزاوية.
عبد الرحمن ميلاد، الذي كان ضابطاً في خفر السواحل الليبي قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية الليبية، كان يُعتبر أحد أخطر المهربين في ليبيا.
واكتسب شهرة واسعة تجاوزت الحدود الليبية، خاصة في مدينة الزاوية التي كانت تعد معقله الرئيسي.
استغل "البيدجا" موقع الزاوية كمنطلق رئيسي لقوارب الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو أوروبا، حيث ارتبط اسمه بارتكاب العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين، بما في ذلك إغراق مراكبهم في عرض البحر وتهريب النفط.
عقب مقتله، شهدت مدينة الزاوية تحشيدات عسكرية، حيث أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو العاصمة طرابلس.
كما تم إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق عاجل للكشف عن المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.
ويشير هذا التحرك إلى احتمال تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد الليبي المضطرب أصلاً.
أعاد مقتل "البيدجا" الحديث مجدداً عن ملف الاتجار بالبشر في ليبيا، وهو ملف يتسم بالكثير من الانتهاكات والجرائم البشعة.
وفقاً للتقارير، تعرض أكثر من 1,300 مهاجر لأبشع أنواع التعذيب والاغتصاب والاحتجاز القسري والابتزاز، حيث تم الكشف عن عدد قليل من المخازن السرية التي أظهرت حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء المهاجرون الذين كانوا يأملون في حياة جديدة.
يُذكر أن "البيدجا" كان مدرجاً على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، وهو ما يعكس مدى خطورته وتأثيره في الأنشطة غير القانونية التي تشهدها ليبيا.
ورغم اعتقاله من قبل حكومة الوفاق في أكتوبر 2020 بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، إلا أنه تم إطلاق سراحه في إبريل 2021، مما أثار انتقادات واسعة وشكوكاً حول مصداقية القضاء الليبي في مواجهة الجريمة المنظمة.
التعليقات