نصدق من؟!

من وراء إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة حتى الآن؟ وهل نيتانياهو هو السبب أم حماس؟

الرئيس الأمريكى بايدن، ووزير خارجيته بلينكن يؤكدان أن إسرائيل وافقت على مقترح وقف إطلاق النار، وأن الكرة فى ملعب حماس.

سمعنا هذا من قبل، وسمعناه خلال الساعات القليلة الماضية فى حين تؤكد حماس أنها هى التى وافقت على المقترح الأمريكى منذ اللحظة الأولي، وأن من قام بتعطيله هو نيتانياهو، حينما أضاف إليه عقبات جديدة، وأزال منه نقاطا كان قد تم الاتفاق عليها.

الغريب فى الأمر أن رؤية المقاومة الفلسطينية هى نفس الرؤية التى نسمع عنها من الداخل الإسرائيلى ذاته سواء فى تصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلى جالانت أو الوزير المستقيل من حكومة الحرب جانتس، أو زعيم المعارضة يائير لابيد، والذين يؤكدون أن نيتانياهو هو السبب الرئيسى فى تعطيل الصفقة.

نيتانياهو نفسه أعلن بوضوح، وحتى الساعات القليلة الماضية، أنه يرفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، أو الانسحاب من معبر رفح، ويصر على إقامة منطقة عازلة فى محور نتساريم للتفتيش والمراقبة، ويرفض الموافقة النهائية على وقف إطلاق النار بشكل دائم، ويقبل فقط بمبدأ الهدنة لاسترداد الأسرى الإسرائيليين مع إمكان العودة للحرب من جديد.

المثير فى الأمر هو حديث الجانب الأمريكى نفسه، وتكرار التصريحات الأمريكية بموافقة إسرائيل على الخطة الأمريكية، ثم إعلانها بعد ذلك أن الجانب الإسرائيلى قدم تعديلات، لتقدم بعدها الإدارة الأمريكية ما تم تسميته بمقترح «سد الفجوات»، وأخيرا تأكيد الإدارة الأمريكية موافقة إسرائيل، فى حين أن إسرائيل نفسها لم تعلن هذه الموافقة، وتقوم بتصدير تصريحات عدائية علنية مناقضة تماما لما تقوم به الإدارة الأمريكية.

يؤيد تصريحات إسرائيل العدائية أفعالها، حيث لاتزال تقوم بالقصف العشوائى لكل المناطق فى قطاع غزة، لا فرق فى ذلك بين المخيمات أو المدارس أو المستشفيات أو السيارات، فكل ماهو متحرك أو ساكن هدف عشوائى لقصف طيران الاحتلال فى حرب غير متكافئة، وليس لها وصف غير أنها حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطينى فى كل مناطق قطاع غزة.

أعتقد أن تناقض الإدارة الأمريكية وإصرارها على «الكذب والتضليل»، وتصدير معلومات خاطئة للرأى العام العالمى ربما يكون هو السبب الرئيسى لاستمرار إسرائيل فى عدوانها، وعدم التوصل إلى وقف إطلاق النار حتى الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات