تعاون مصري إماراتي لإنشاء محطة إنتاج الكهرباء من الرياح بخليج السويس

في ظل التعاون الوثيق بين مصر والإمارات في شتى المجالات، شهدت مدينة العلمين الجديدة، اليوم السبت، توقيع اتفاقيتي مشروع إنشاء محطة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 200 ميجاوات بمنطقة خليج السويس، بين كل من الشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحالف شركات (مصدر – انفينيتي)، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعظيم دور الطاقات الجديدة والمتجددة فى مزيج الطاقة، ودعم القطاع الخاص والاعتماد عليه في إقامة محطات التوليد من طاقة الشمس والرياح.

مراسم توقيع الاتفاقية

حضر مراسم توقيع الاتفاقية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، والمهندس/ محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقع الاتفاقيتين؛ الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والمهندس/ صلاح عزت، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمهندس/ ⁠ناير فؤاد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة "إنفينيتي باور"، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" الإماراتية.

تفاصيل الاتفاقية المصرية الإماراتية

حسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء المصرية، فبموجب الاتفاقيتين، سيقوم التحالف بتطوير وتمويل وتشغيل المشروع الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري له في أكتوبر 2026، وسيسهم هذا المشروع في زيادة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وتعزيز جهود الدولة لتحقيق مستهدفاتها في مجال الطاقة المتجددة.

خطة مصر للتوسع في توليد الكهرباء

وفي أول تصريح له بعد التوقيع، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن هذا التوقيع يأتى في إطار الحرص على تنفيذ المزيد من المشروعات المستهدفة في مجال الطاقة المتجددة، وذلك ضمن خطة الدولة للتوسع في توليد الكهرباء من هذه المصادر المستدامة، وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة، مشيراً في الوقت نفسه أن هناك اقتناعاً تاماً بأن مستقبل الطاقة في مصر يكمُن في ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، ومن هنا تأتي أهمية بحث سبل إدخال أكبر قدر ممكن من الطاقة الجديدة والمتجددة على الشبكة الكهربائية.

من جانبه، أضاف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة الحكومة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة لتعظيم العوائد والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، وخفض استخدام الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن مساهمة المشروع في إتاحة العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال فترات الإنشاء والتشغيل، وقال: نحن سعداء بالتعاون مع شركة مصدر الإماراتية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة لتنفيذ هذا المشروع المهم، مضيفاً أن الدولة تبنت برنامجاً طموحاً للنهوض بقطاع الكهرباء في شتى المجالات، وعلى رأسها تعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، ودعم وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.

الطاقة المتجددة في مصر

وأوضح الوزير أن هذا المشروع يؤكد قدرة الطاقة المتجددة في مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيراً في الوقت نفسه إلى دور المؤسسات الوطنية المصرية في ايجاد مناخٍ استثماري يتمتع بمخاطر منخفضة وتفاعل إيجابي مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية.

لقاء مدبولي وسلطان الجابر

وشهدت مدينة العلمين الجديدة في مصر، لقاءا بين رئيس مجلس الوزراء، والدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، وذلك لبحث سبل تعزيز أوجه ومجالات التعاون المُشتركة بين جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف القطاعات، وذلك بحضور الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، من الجانب المصري، ومن الجانب الإماراتي: سعادة/ عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وعدد من المسئولين.

وأشار رئيس الوزراء في مُستهل الاجتماع، إلى أنه متابعة لما تم مناقشته وطرحه من موضوعات وملفات خلال الاجتماع السابق، عملت مجموعات وفرق العمل المشتركة من الجانبين المصري والإماراتي بشكل تفصيلي أكثر على هذه الملفات التي من شأنها دعم وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، وخاصة فيما يتعلق بملفات الصناعة، والطاقة، والكهرباء، والاستثمار، لافتاً إلى قيام نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، والزملاء من الوزراء المعنيين بالإشراف على ما تم عقده من لقاءات واجتماعات في هذا الصدد، ومتابعة ذلك مع نظرائهم من الجانب الإماراتي.

وتطرق رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى نتائج الزيارة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات، إلى مصر مُؤخراً، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لأخيه سمو الشيخ، حيث تضمنت هذه النتائج التأكيد على أهمية العمل على سرعة تفعيل المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها.

وأكد معالي الدكتور سلطان الجابر، على الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للشقيقة مصر، قائلاً: "نحن اليوم موجودون هنا لمتابعة ما تم مناقشته واستعراضه خلال الاجتماع السابق، وتحديد الخطوات القادمة لأجندة الأعمال التنفيذية خلال الفترة القادمة".

المشروعات المصرية الإماراتية

وأشار الجابر إلى أن الأجندة الصناعية مهمة جدًا، وتخصيص الأراضي للصناعة المصرية الإماراتية مهمة جدًا، مضيفًا: لدينا مشروعان مهمان حاليًا، الأول: مشروع تصنيع الألواح الشمسية، والثاني: مشروع البطاريات لتخزين الطاقة المتجددة، قائلاً: "لدينا شراكات مع مصنعين كبار، ونحن على استعداد لدراسة أي مشروعات أخرى مع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية بما يخدم استراتيجية الصناعة في مصر".

وأضاف "الجابر" فيما يتعلق بملف الطاقة: هناك توجيهات من القيادة السياسية بإنجاز 4 جيجا وات في خلال عام واحد، وسنعمل على تحقيق ذلك، كما لدينا رغبة لتطوير عدد من مشروعات الغاز.

وخلال الاجتماع، شرح نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، والوزراء المعنيون مجالات التعاون المشترك بين البلدين، والمشروعات المرشحة للتفعيل بين الجانبين، كما شرح المسئولون الإماراتيون ما يتم من أعمال حاليًا بهدف تفعيل المشروعات التي تم التوافق بشأنها.

التعليقات