لنقتل مليونى فلسطينى!

لنقتل مليونى فلسطينى!

عبدالمحسن سلامة

هى دعوة «صريحة ووقحة» من وزير إسرائيلى مسئول لقتل وإبادة مليونى فلسطينى فى غزة، وإصراره على هذه الدعوة، واعتبارها دعوة عادلة وأخلاقية من وجهة نظره الإرهابية.

الدعوة «الوقحة» جاءت على لسان سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، حينما قال: «إن قتل مليونى فلسطينى بقطاع غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع».

لنتخيل أن هناك دعوة من وزير فلسطينى فى حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية بقتل وإبادة مليونى إسرائيلي، واعتبار تلك الدعوة عادلة وطبيعية مقابل مقتل ملايين الفلسطينيين على مدى 76 عاما منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلى حتى الآن.

ماذا يمكن أن تكون ردة الفعل المتوقعة من الرئيس الأمريكى بايدن وإدارته؟ وماذا عن ردة الفعل من الاتحاد الأوروبي، ومن مجلس الأمن، وكل المنظمات والهيئات الأممية؟

للأسف الشديد مع الإرهاب الإسرائيلى تخرج إدانات باهتة باستثناء الموقف الشجاع للممثل الأعلى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيف بوريل، الذى أدان فيه تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، مؤكدا إدانته بشدة لتلك التصريحات، واعتبارها «أمرا مخزيا للغاية»، مطالبا الحكومة الإسرائيلية بأن «تنأى بنفسها بشكل لا لبس فيه عن كلمات الوزير سموتريتش»، وكذلك تصريحات وتصرفات الوزير بن غفير.

للأسف لم ولن تنأى الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عن تلك التصريحات لأن «التطرف» هو القوام الرئيسى لتلك الحكومة، وهو «السر المشترك» الذى يجمع بين أطيافها، وبالتالى لايمكن أن «تنأى الحكومة الإسرائيلية بنفسها عن تلك التصريحات»، بل على العكس فهى التى تتبنى تلك الأفكار الإرهابية، وتقوم بتنفيذها على أرض الواقع.

أفعال نيتانياهو كلها منذ رئاسته لمجلس الوزراء الإسرائيلى فى القرن الماضى تسير فى اتجاه ترسيخ مبادئ التطرف والإرهاب، و«التباهى» برفض حل الدولتين، والإصرار على رفض كل القرارات الأممية فى هذا الاتحاه، وبالتالى فإن تصريحات الوزير الإرهابى الإسرائيلى تعبر بوضوح عن نهج الحكومة كلها، وليست مجرد أفكار إرهابية شخصية، ولا هى مجرد تصريحات انفعالية.

أعتقد أن هذه التصريحات أكبر دليل أمام المحكمة الجنائية الدولية التى تنظر جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وتؤكد ارتكاب دولة الاحتلال لتلك الجرائم البشعة، والمهم الآن سرعة إصدار القرار النهائى من الجنائية الدولية قبل إبادة ما تبقى من الشعب الفلسطينى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات