لو أرادت إسرائيل!

لو أرادت إسرائيل!

عبدالمحسن سلامة

لو أرادت إسرائيل أن تنهي حالة التوتر والغليان في المنطقة، لوافقت علي الفور علي البيان المصري - الأمريكي - القطري، وأعلنت التزامها بالموافقة علي ما جاء فيه، وأنها ملتزمة بالوقف الفوري لإطلاق النار.

موافقة إسرائيل الواضحة والصريحة تنهي حالة الغليان في الشرق الأوسط، خاصة قبل الرد الإيراني المتوقع، الذي قد ينذر بحالة تصعيد غير مسبوقة قد تؤدي إلي تفاقم الأوضاع، والتهديد بإشعال حرب إقليمية طويلة المدي غير محسوبة العواقب أو النتائج، ولا يمكن لأحد أن يكون لديه رؤية حاسمة بشأنها، ومدي استمراريتها ونتائجها المباشرة وغير المباشرة.

أعتقد أن البيان المصري - الأمريكي - القطري هو بمثابة طوق انقاذ لكل الأطراف خاصة في ضوء إعلان وفد إيران في الأمم المتحدة في تصريحات صحفية بأن إيران سوف توافق وتدعم موافقة المقاومة الفلسطينية.

كالعادة تكمن الأزمة في الموقف الإسرائيلي المتعنت والمراوغ والذي لا يزال يراوح مكانه بشأن التوصل إلي اتفاق وقف إطلاق النار، ويتقدم في هذا الشأن خطوة واحدة للأمام، ثم يعقبها بالتراجع عدة خطوات إلي الخلف، كما فعل مع خطة بايدن التي هي بالأساس خطة إسرائيلية، ثم تراجع نيتانياهو عنها، وأضاف إليها شروطا تعجيزية جديدة خضوعا للعناصر المتطرفة في حكومته وخاصة ستموريتش، وبن غفير، اللذين يهددان بسقوط الحكومة في حالة موافقة نيتانياهو علي أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

تصريحات جون كيري الأخيرة بعد البيان الثلاثي والتي قال فيها إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يسمح للمتطرفين بإفشال وقف إطلاق النار في غزة، تشير بوضوح إلي العناصر المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، وهي تصريحات مهمة وواضحة، ولكن تبقي المشكلة في جدية هذه التصريحات، وهل الرئيس الأمريكي بايدن حاسم في ذلك الأمر أم هى مجرد تهديدات جوفاء غير واقعية، ولن يكون لها أثر عملي أو تأثير علي مواقف بنيامين نيتانياهو ليتخذ قرار وقف إطلاق النار بعد أسوأ 10 أشهر دامية في حرب غير متكافئة أدت إلي استشهاد ما يقرب من 40 ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 70 ألفا آخرين، وهدم وتدمير 70% من منازل قطاع غزة، وتدمير البنية التحتية من شبكات المياه والكهرباءوالمدارس في أسوأ مشاهد للإبادة الجماعية في العصر الحديث.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات