مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، تتعرض أكبر اقتصاديات العالم لمخاطر تصاعد الدين الحكومي، الذي تجاوز حاجز 35 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ. المرشحان الرئاسيان دونالد ترامب وكامالا هاريس يتناولان هذا الموضوع بطرق مختلفة، وسط قلق متزايد من تأثيرات هذا الدين على الاقتصاد الأمريكي.
دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي، طرح فكرة استخدام البيتكوين والعملات المشفرة كوسيلة لتسديد الديون الأمريكية المتزايدة.
هذا المقترح ليس جديداً من ترامب، ولكنه يعود إلى دائرة النقاش مجدداً في ظل تصاعد الدين العام إلى مستويات غير مسبوقة. ترامب يرى في العملات المشفرة وسيلة للتحرر من الاعتماد على الدولار في السداد، في ظل تقلبات الأسواق المالية العالمية.
في ظل هذه الضغوط، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن حجم الاقتراض المتوقع حتى سبتمبر المقبل، والذي قدرته بـ 740 مليار دولار. هذا الرقم يمثل انخفاضاً عن التوقعات السابقة التي بلغت 847 مليار دولار، لكنه لا يزال يعكس نمو الدين العام بوتيرة قوية.
بالمقارنة، فإن الدين الحكومي قبل 40 عاماً كان يبلغ نحو 907 مليارات دولار فقط، مما يبرز الارتفاع الهائل الذي شهده الدين خلال العقود الأخيرة.
الدين الضخم يشكل عبئاً ثقيلاً على الميزانية الفيدرالية، حيث تستحوذ خدمة هذا الدين على حوالي 15% من نفقات الميزانية الأمريكية. بشكل عام، يتم إنفاق أكثر من 76% من الضرائب التي يتم تحصيلها من الأفراد على سداد التزامات الديون، مما يضع ضغطاً متزايداً على الحكومة الأمريكية لإيجاد حلول مستدامة لإدارة هذا الدين المتزايد.
مع اقتراب الانتخابات وتزايد المخاوف الاقتصادية، يبقى مستقبل الاقتصاد الأمريكي معلقاً على كيفية تعامل القيادة القادمة مع هذا التحدي الكبير، سواء من خلال تبني أدوات مالية جديدة مثل البيتكوين، أو عبر استراتيجيات تقليدية لضبط الإنفاق وتقليل الدين.
التعليقات