عدوان أمريكى إسرائيلى سافر

عدوان أمريكى إسرائيلى سافر

عبدالمحسن سلامة

ماحدث من اغتيال لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية أمس فى طهران هو عدوان أمريكى إسرائيلى سافر على سيادة دولة مستقلة، وانتهاك «فاضح» للقانون الدولى، ومحاولة أكيدة لإشعال النيران فى المنطقة، والانزلاق إلى حرب إقليمية كبرى يمكن أن تمتد آثارها إلى نطاق أوسع وأشمل على مستوى العالم.

مجرم الحرب نيتانياهو لم يعد يشبع من سفك الدماء، رغبة منه فى النجاة بنفسه على حساب شعبه ودولته وكذلك على حساب أمن واستقرار كل دول المنطقة، فهو قد فشل فشلاً ذريعاً فى غزة بعد حرب مدمرة أكلت الأخضر واليابس واستمرت حتى الآن مايقرب من 10 أشهر كاملة دون أن يحقق اهدافه المعلنة فيها، رغم لجؤه إلى أسوأ أنواع الحروب فى التاريخ الإنسانى من حصار، وتجويع، وإبادة جماعية .

بمرور الوقت وتنامى الفشل فى تحقيق أهدافه يزداد رئيس الوزراء نيتانياهو عدوانية، ومن هنا بدأ فى توسيع نطاق نزواته وغزواته فى اليمن، ولبنان، وإيران فى محاولة لخلط الاوراق، وانقاذ نفسه أمام الإسرائيليين على اعتبار أن إسرائيل ضحية ومستهدفة من كل الدول المجاورة، وأنها وجدت نفسها فى حرب «مستعرة» ومفتوحة مع العديد من الجبهات، وليست جبهة واحدة فقط.

ذهب نيتانياهو إلى أمريكا وعاد اكثر شراسة بعد أن كان مكسوراً فى الداخل الاسرائيلي، ومرفوضا شعبياً وسياسيا هناك إلا أن الإدارة الأمريكية أعطت له «قبلة الحياة» وعاد أكثر شراسة وعدوانية ليعيث فساداً فى المنطقة، فذهب إلى لبنان ليغتال فؤاد شكر أحد قادة حزب الله الكبار، والساعد الأيمن للأمين العام لحزب الله، ثم ذهب إلى إيران ليغتال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية داخل الأراضى الإيرانية فى ضربة «موجعة» للسيادة الإيرانية، وانتهاك واضح لكل قواعد الاشتباك المعلنة وغير المعلنة، مما قد يفتح الباب واسعاً أمام اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق بين إيران وأذرعها فى اليمن ولبنان والعراق من جانب، وبين إسرائيل من جانب آخر فى تصعيد خطير وغير مأمون العواقب على المنطقة كلها.

استمرار نيتانياهو على رأس السلطة فى إسرائيل بات خطراً داهماً على السلم والأمن فى المنطقة والعالم، والأخطر من نيتانياهو هى الإدارة الأمريكية التى توفر الدعم اللامحدود عسكريا واقتصاديا وسياسيا لنزواته، وحمايته من السقوط السياسى والملاحقات القضائية داخلياً وخارجياً.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات