رغم أن رقم 30 مليون سائح ليس بكثير على مصر، فإنه يظل تحديا قائما حتى تحقيقه خلال الفترة المقبلة إن شاء الله بعد الطفرة التى حدثت أخيرا فى هذا المجال، وتبشر بإمكان مضاعفة هذا الرقم.
فى هذا الإطار فقد استبشر العاملون والمستثمرون فى قطاع السياحة خيرا بوجود شريف فتحى، وزير السياحة والآثار الجديد، بما له من خبرة سابقة فى مجال الطيران كوزير سابق للطيران المدني، وفهمه لهذا القطاع الحيوي.
من هذا المنطلق أرسل لى مطيع إسماعيل، أحد كبار المستثمرين فى القطاع السياحي، مطالبا بتدخل الوزير لحل مشكلة تخص أحد الفنادق الشهيرة بمصر الجديدة، وهو الفندق الذى نزل فيه قبل ذلك 3 رؤساء أمريكيين سابقين، وهم: فورد، ونيكسون، وكارتر حينما حضروا إلى مصر لحضور جنازة الزعيم الراحل أنور السادات، كما أن هذا الفندق استضاف جانبا من مفاوضات السلام المصرية ــ الإسرائيلية قبل وبعد توقيع اتفاقية السلام.
فجأة قام أحد المستأجرين لمنطقة ملاصقة لسور الفندق بإنشاء مدينة ألعاب مائية ضخمة من الهياكل المعدنية التى ترتفع لأكثر من 20 قدما عن سور الفندق مما أساء إلى المظهر العام والإطلالة الخاصة لغرف الفندق التى تعتبر من أهم مميزات الاقامة فى الفنادق ذات الخمس نجوم .
المشكلة الاضافية أن هذه المنطقة سوف تتحول بالتأكيد إلى صراخ، وأصوات هيستيرية، وصافرات، وأصوات عالية وهو الأمر الطبيعى للأطفال وصغار السن فى أثناء ممارستهم تلك الألعاب، مما يؤثر بالتأكيد على راحة النزلاء ويؤدى إلى نفورهم.
إننى أعرض هذه المشكلة كنموذج لعدم التنسيق بين مجال السياحة والمجالات الأخرى والأنشطة المتقاربة جغرافياً وذات الصلة، وضرورة أن يكون هناك تنسيق كامل فيما يخص هذا القطاع الحيوى الذى نستهدف فيه الوصول إلى رقم 30 مليون سائح.
30 مليون سائح ليس بكثير على مصر، وهناك دول لاتملك نصف إمكانات مصر السياحية ويزورها أضعاف أعداد السائحين مثل إسبانيا التى استقبلت 85 مليون سائح فى العام الماضى 2023 محققة بذلك رقما قياسيا تاريخيا. أما فى تركيا فقد بلغ عدد السائحين فى العام الماضي53 مليونا .
مصر تمتلك مقومات سياحية عظيمة أكثر من إسبانيا وتركيا وغيرهما، حيث تتنوع فيها المقاصد السياحية، وتجتمع فيها كل الاهداف السياحية من ثقافية وتاريخية، وترفيهية، وشاطئية، وغيرها مما يبحث عنه السائح من كل مكان.
المشكلة الأساسية أننا نفتقد الثقافة السياحية ونفتقد طريقة التعامل مع المنشآت السياحية، والسائحين وهو ما يجب أن يتغير على الفور، من خلال تذليل جميع العقبات التى تواجه هذا القطاع الحيوى والمتميز والواعد.
أتمنى أن يتدخل وزير السياحة ومحافظ القاهرة لحل هذه المشكلة، وغيرها من المشكلات فى إطار رؤية مصر لتشجيع السياحة، ومضاعفة أعداد السائحين، والوصول إلى نصيب مصر العادل فى هذا المجال الذى يجب ألا يقل عن نصيب إسبانيا أو تركيا إذا ماكانت هناك خطة ورؤية وحلول لهذا القطاع الحيوى.
التعليقات