فى قلب كل مصرى

فى قلب كل مصرى

عبدالمحسن سلامة

يبقى السودان قولا وفعلا فى قلب كل مصرى .. أخوة .. أشقاء .. تجمعنا معهم روابط الدم، والمصاهرة، واللغة، والدين، والجوار، والنيل.

منذ وقوع الأزمة قبل نحو 15 شهرا فى السودان لم تتأخر مصر، وتحركت على الفور، وكانت أول من قام بتنظيم أكبر تجمع دولى وإقليمى لدول جوار السودان، حضره كل زعماء وقيادات دول الجوار من أجل بحث الأزمة، والمساعدة فى وضع الحلول.

أمس التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى المشاركين فى مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذى تستضيفه مصر بحضور عدد من ممثلى الأطراف الإقليمية والدولية، ووفود من الاتحاد الإفريقى، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة.

شعار المؤتمر «معا لوقف الحرب»، حيث آن الأوان لوقف نزيف الحرب المدمرة التى أكلت الأخضر واليابس، وخلال اللقاء أكد الرئيس أن مصر لن تألو جهدا، ولن تدخر أى محاولة فى سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية.

ما تفعله مصر من مساندة ودعم للسودان يعكس خصوصية العلاقات المصرية - السودانية، حيث تبذل الدولة المصرية أقصى الجهد فى إرسال شحنات المساعدات الإنسانية، وعلى الجانب الآخر فإن مصر تستضيف ما يقرب من 4 ملايين سودانى على أراضيها، وهو الرقم الأضخم فى تاريخ الحروب والنزاعات العالمية الذى يمكن أن تتحمله دولة بمفردها.

لفت انتباهى تصريح عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السودانى الأسبق، حينما أشار إلى أن مصر جمعت فرقاء كان من الصعب اجتماعهم على مائدة واحدة إلا فى مصر، مشيرا إلى أن ما يميز المؤتمر الذى ترعاه مصر هو جمع قوى سودانية لم تلتق من قبل منذ اندلاع الأزمة قبل 15 شهرا، وهو ما يعكس رغبة القاهرة الجادة والحقيقية فى البحث عن مخرج للأزمة الحالية.

تصريح حمدوك يؤكد أن مصر هى المؤهلة لإيجاد حل للأزمة لأنها محل ثقة من جميع الأطراف والقوى السودانية، وتقوم بدورها بتجرد ونزاهة، ولا تستهدف سوى حقن الدم السودانى، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن والأمان للسودان الشقيق.

اعتقد أن المؤتمر سوف يكون البداية لايجاد ضوء فى نهاية نفق الأزمة السودانية من أجل التوصل إلى حل سلمى توافقى، وإنهاء العمليات العسكرية ليعود السودان قويا موحدا، وما ذلك على الشعب السودانى بكثير.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات