ربما تكون حركة التغيير فى الوزراء والمحافظين هى الحركة الأكبر فى تاريخ الحكومات السابقة، حيث شهدت الحركة تغيير العدد الأكبر من الوزراء والمحافظين بما فيها وزارات سيادية واقتصادية وخدمية، وكذلك حركة المحافظين التى شهدت تغييرات كبيرة بما فيها محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة، الجيزة، والقليوبية) وكذلك عدد كبير من المحافظات الأخرى.
فيما يخص المجموعة الاقتصادية، فقد تم تغييرها بالكامل باستثناء د.رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، التى أضيفت إليها حقيبة التخطيط، وهى من الكفاءات الدولية والمحلية المرموقة والدؤوبة التى تعمل بإخلاص وكفاءة، وتم تعيين نائبين لرئيس الوزراء بعد أن اختفى منصب نائب رئيس الوزراء فى التشكيلات السابقة، حيث تم تعيين الفريق كامل الوزير نائبا لرئيس الوزراء لشئون الصناعة ووزيرا للنقل والصناعة، بالإضافة إلى د.خالد عبدالغفار نائبا لرئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزيرا للصحة والسكان.
تعيين نائبين لرئيس الوزراء للتنمية الصناعية والتنمية البشرية خطوة مهمة وموفقة فى الاتجاه الصحيح من أجل تحقيق التغيير الهيكلى للاقتصاد الوطنى ليتحول إلى اقتصاد إنتاجى قائم على الصناعة والإنتاج، بالإضافة إلى الاهتمام بالتنمية البشرية وبناء الإنسان، لأنه لن يكون هناك تقدم حقيقى فى أى مجال إلا بالخطوة الأساسية وهى بناء الإنسان المصرى والاهتمام بالتنمية البشرية.
المهم الآن أن تعمل الحكومة الجديدة على قلب رجل واحد، وبكفاءة واقتدار، والنظر إلى الأمام بعيدا عن مفهوم تصفية الحسابات، ومفهوم القديم والجديد، فكل الشكر والتقدير لمن أنهى مهمته، وكل التوفيق للوزراء والمحافظين الجدد، من أجل أن تظهر بصمتهم فى العمل والإنجاز الحقيقي، وتحقيق إضافة حقيقية وملموسة بما يعود بالنفع والخير على الوطن والمواطن فى مختلف المجالات.
دعونا من العادات القبيحة فى الانشغال بالقديم والجديد، والصغائر، والأفق الضيق، فهناك الكثيرون من الوزراء والمحافظين السابقين أدوا واجبهم بإخلاص وكفاءة، والتاريخ وحده هو القادر على إنصافهم، أو محاسبتهم، وهناك من اجتهد وأصاب، وهناك أيضا من عمل على قدر طاقته وقدراته.
المهم الآن أن يتم البناء على ماسبق، والإضافة على تراكم الخبرات، وتراكم الإنجازات، بعيدا عن لغة التراشق فى مواقع التواصل، ومحاولة الوقيعة بين القديم والجديد، فقد انتهى ذلك الزمن وولى بفعل القيم الجديدة التى يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما على نشرها وإرسائها منذ بدء ولايته.
أكرر ذلك التعبير الرائع الذى لفت انتباهى بالأمس وأقتبسه من صاحبه «كل الشكر والتقدير لمن أنهى مهمته، وكل الأمنيات بالتوفيق لمن يبدؤها».
التعليقات