أتابع أحيانا بعض مباريات بطولة أمم أوروبا، خاصة تلك التي تذاع متأخرة في العاشرة مساء، وهي مباريات تشعر أمامها بالفارق الضخم بين الكرة المصرية والكرة الأوروبية.
في تصوري أن التقدم كل لا يتجزأ، وأنه وحدة واحدة، بمعني أن التقدم في الرياضة هو جزء من التقدم في الصناعة، ومرتبط بالتقدم في التكنولوجيا، والزراعة، والصحة، وغيرها من أوجه الحياة، فالرياضة باتت عملا شاقا ويحتاج إلي جهد وعمل وعرق، وحينها يتحول الملعب إلي «معركة لذيذة وممتعة»، قوامها الجدية والندية والالتزام.
هذا ما يحدث بالضبط في مباريات كأس أوروبا، فالمباراة تظل مشتعلة حتي نهاية الوقت بدل الإضافي، ولا يمكن أن تتأكد من هزيمة أو فوز هذا الفريق أو ذاك إلا مع انطلاق «صفارة» الحكم النهائية، كما حدث في مباراة إيطاليا وكرواتيا أمس الأول التي تعادل فيها المنتخب الإيطالي مع المنتخب الكرواتي في الدقيقة 98 وهي الدقيقة النهائية في الوقت بدل الإضافي.
أما في الكرة المصرية، فما يحدث هو «عك» كروي بالمعني الحرفي للكلمة، وينطبق ذلك علي جميع الفرق بلا استثناء، والمميز في هذه الفرق ماهو إلا عبارة عن «أعرج في وسط مكسحين»، كما يقول المثل الشعبي، وهو الأمر الذي يحتاج إلي تصور متكامل لعلاج هذه المشكلة للنهوض بالرياضة المصرية بشكل عام والكرة المصرية بشكل خاص، باعتبارها «اللعبة الشعبية» الأولي في مصر والعالم.
يدخل في هذا العك الكروي ما حدث أخيرا من نادي الزمالك الذي هو محل تقدير واحترام والقطب الثاني للكرة المصرية، وصاحب الشعبية الطاغية مع النادي الأهلي.
وضعت إدارة نادي الزمالك نفسها في مأزق ليس له داع، فالكرة مكسب وخسارة، وليست هناك نتيجة محسومة، وكان عليها أن تحترم القواعد والنظم الموجودة إلي حين مراجعة هذه اللوائح وتعديلها، وإيجاد الحلول المناسبة. أما تصدير الأزمة والإصرار عليها حتي إن كان هناك أسباب منطقية لتلك الأزمة، فهذا خطأ - في تصوري - لم يكن له ما يبرره.
أتمني أن تكون أزمة مباراة الزمالك والأهلي وما حدث فيها هي بداية لمناقشة مشكلات الكرة المصرية، ومقارنتها بالكرة الأوروبية، أو حتي الكرة الإفريقية الصاعدة بقوة أخيرا.
أعلم أن وزير الرياضة د.أشرف صبحي يقوم بدور هائل، وهو لا يتواني عن تقديم المشورة، وبذل كل الجهد مع كل الأطراف، وأن المشكلة تخص اتحاد الكرة ورابطة الأندية طبقا للوائح المحلية والدولية في هذا الشأن، لكنني أتمني مراجعة كل ملفات اتحاد الكرة، ورابطة الأندية خلال الفترة المقبلة لتكون الأزمة الأخيرة بداية لتصحيح مسار الكرة المصرية بشكل خاص، والرياضة المصرية بشكل عام.
التعليقات