للمرة الثامنة زار بلينكن وزير الخارجية الأمريكى المنطقة فى إطار جولاته المكوكية الداعمة لإسرائيل منذ بدء حربها على غزة منذ 8 أشهر تقريبا.
الجديد فى زيارة بلينكن هذه المرة هو خطة التهدئة التى أعلنها الرئيس الأمريكى يوم الجمعة الموافق 31 مايو أى منذ نحو أسبوعين، ووافق عليها مجلس الأمن فى جلسته أمس الأول، وشملت صفقة مكونة من 3 مراحل، تتضمن مرحلتها الأولى وقفا شاملا لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى والمحتجزين، يليها وقف شامل ونهائى للأعمال العدائية والقتالية مقابل الإفراج عن باقى الأسري، ثم المرحلة الثالثة التى تتضمن خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة.
بايدين أعلن فى أثناء طرحه تلك الخطة أنها خطة إسرائيلية، وأن إسرائيل هى التى اقترحت هذا الاتفاق، وبالتالى فهى موافقة عليه.
المشكلة أن الحكومة الإسرائيلية حتى الآن لم توافق على هذا الاتفاق، فى حين تخرج التصريحات من الحكومة الإسرائيلية «متناقضة» حول هذا الاتفاق، حيث يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية على عدم موافقته على إنهاء القتال بشكل دائم، فى حين ترفض الأجنحة المتطرفة مثل وزيرى المالية والأمن هذه الخطة بالكامل، ويهددان بالانسحاب من الحكومة فى حالة الموافقة عليها.
بلينكن فى تصريحاته الصحفية خلال جولته الأخيرة طالب حماس بالموافقة على الخطة، مشيرا إلى أن الكرة فى ملعب حماس، وأن العالم كله ينتظر موافقة حماس لإنهاء الحرب، وعودة الاستقرار إلى المنطقة.
على الجانب الآخر، فإن حماس لا تزال تدرس المقترحات لكنها تطالب بوقف نهائى للحرب، وعودة النازحين إلى أماكنهم فى القطاع، وتطلب تأكيدات من الوسطاء على ذلك، حيث تركت الخطة التى أعلنها بايدن ووافق عليها مجلس الأمن، الباب مفتوحا للمفاوضات وإمكانية توصل الجانبين إلى اتفاق بخصوص المرحلة الثانية والوقف النهائى للحرب.
هنا تظهر «المنطقة الغاطسة» فى الخطة التى تتبناها الإدارة الأمريكية، ويطفو على السطح السؤال الغامض وهو: «هل توافق إسرائيل فعلا على وقف نهائى للحرب، وإنجاز صفقة تبادل للأسري؟ أم أن الأمر كله يتعلق بهدنة مؤقتة مقابل تحرير الأسرى ثم العودة مرة أخرى إلى الحرب؟!.
الجانب الأمريكى هو وحده القادر على الإجابة عن هذا السؤال بوضوح وبشكل معلن وواضح لينهى حالة الغموض التى تحيط بمستقبل تلك الخطة.
الإجابة الأمريكية الواضحة والقاطعة تنهى المواقف الغامضة والملتبسة للحكومة الإسرائيلية، وفى الوقت نفسه تضع الكرة بشكل حقيقى فى رقبة حماس إذا هى رفضت تلك الخطة بعد إزالة مناطق «الالتباس» فيها وإزالة الغموض فى «المنطقة الغاطسة» من تلك الخطة، وما إذا كانت خطة متكاملة أم أنها مجرد «فخ مؤقت».
أتمنى أن تنتهى جولة بلينكن الثامنة بالإجابة عن «السؤال الغامض والناقص» فى الخطة حتى الآن، وتوضيح موقف الإدارة الأمريكية من الوقف النهائى للحرب فى غزة أم أنها مجرد خديعة إسرائيلية جديدة؟!
التعليقات