كان مسلسل «الحشاشين» من أفضل الأعمال الدرامية التى تم عرضها خلال شهر رمضان المبارك، بعد أن نجح فى كشف تفاصيل دقيقة فى حياة الإرهابيين، وطريقتهم فى التعامل مع الحياة اليومية، وخاصة ما يتعلق بالظاهر والباطن.
كانوا يتعاملون فى الظاهر على أنهم أسوياء، وطبيعيون، وفى الباطن شىء آخر، فهم كارهون لكل شيء، ولديهم رغبة عارمة فى التخلص من كل الآخرين المختلفين معهم.
بايدن يفعل الشيء نفسه مع العالم العربى والفلسطينيين، فهو كاره للعرب، ويريد التخلص من آخر فلسطيني، وفى الوقت نفسه يقول عكس ذلك.
ينتقد إسرائيل فى العلن، ويعلن أنهم يستخدمون الأسلحة الأمريكية فى قتل المدنيين، لكنه متواطيء مع الإسرائيليين، ويمدهم بصفقات الأسلحة الحديثة، ويخصص لهم المليارات لشراء الأسلحة والمعدات بالأموال الأمريكية حيث وافق على منح إسرائيل 16 مليار دولار تخصص كمساعدات اقتصادية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلى.
يتحدث عن الأحوال الإنسانية السيئة للفلسطينيين ويطالب بالمزيد من المساعدات لهم، لكنه يقف متفرجا على جرائم إسرائيل وهى تغلق المعابر، وتمنع الغذاء والدواء والمياه والطاقة من الوصول إلى قطاع غزة فى سابقة نادرة فى تاريخ الحروب، وبما يؤكد وقوع جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
يرفض شن الهجوم على رفح لكنه فى الوقت نفسه يدعم الهجوم على رفح سرا، ويكتفى بدور المتفرج وهو يشاهد قيام جيش الاحتلال بشن هجماته الدموية فى رفح وباقى مناطق قطاع غزة، وكأن كل هذه الأرقام المرعبة من الضحايا والتى بلغت أكثر من 120 ألف قتيل وجريح غير كافية.
يؤيد حل الدولتين، لكنه يستخدم »الفيتو« فى مجلس الأمن لتعطيل إعطاء دولة فلسطين حقوقها الكاملة فى المنظمة الدولية، وترفض إدارته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الجمعية فى هذا الصدد متحديا الأغلبية العظمى من دول العالم المؤيدة للحق الفلسطينى والتى بلغ عددها 143 دولة، وهو ما يؤكد عزم الإدارة الأمريكية على رفض القرار مرة أخرى لو تم إعادة عرضه على مجلس الأمن بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة عليه، كما هو متبع فى مثل هذه القرارات.
قلبى مع العرب المقيمين فى أمريكا، فليس هناك فارق بين بايدن وترامب، وقد أبلغنى الصديق د.حسام عبدالمقصود أحد أبرز أعضاء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة عن إجراء استفتاء بين الجالية العربية «لمن يكون التصويت بين ترامب وبايدن؟!»،
اعتقد أنه اختيار صعب ومزعج بين «المطرقة» و«السندان»، فكلاهما لا يقل سوءا عن الآخر، ومن هنا تكون الصعوبة فى الاختيار بين هذا وذاك.
التعليقات